الكاميرون ضد جزر القمر في دور الـ 16 ببطولة كأس الأمم الإفريقية، تلك المباراة التي شهدت العديد من الأحداث المثيرة، لم تمر، مرور الكرام، إذ أظهرت الجانب المظلم والسلبي أمام عشّاق كرة القدم.
أصحاب الأرض حققوا الفوز في المباراة بثنائية مقابل هدف وحيد، ليتأهل إلى دور الثمانية، في مباراة تغيرت قواعد ولوائح البطولة قبل انطلاق المباراة بساعات منعت الضيوف من إشراك أي حارس مرمى لهم في المباراة، ولم يجدوا سوى الاعتماد على أحد مدافعي المنتخب لحراسة العرين طوال شوطي المباراة، بسبب قيود بروتوكول الوقاية من فيروس كورونا، الذي تم تعديله قبل اللقاء.
وينص البروتوكول أنه إذا جاءت عينة أحد اللاعبين سلبية، لا يحق له المشاركة إلا بعد العزل لمدة خمسة أيام، بجانب إصابة الحارس الأول والثاني بكورونا، لذلك غابا عن اللقاء.
تدافع بين الجمهور كاد أن يتحول إلى كارثة
لكن نحن لسنا في صدد قصة حارس مرمى منتخب جزر القمر، لكننا كنا على مشارف أن نعيش كارثة جديدة مثل الحادث الشهير "هيسيل"، الذي راح ضحيته أكثر من 32 مشجع بين جماهير يوفنتوس في لقاء نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1985، ضد ليفربول.
وفي إفريقيا قد يدفع الكثير من عشّاق الكرة في القارة السمراء، إلى فقدان حياتهم وهو ما حدث قبل مواجهة الكاميرون وجزر القمر.
حدث تدافع كبير من الجمهور قبل المباراة أمام بوابات استاد باول بيا، الذي استضاف اللقاء، من قبل الجماهير الراغبة في الدخول للمدرجات.
وأمام هذا التدافع الكبير، فارق على الأقل سبعة مشجعين حياتهم، فيها أصيب العشرات بإصابات متفرقة بالجسد، بجانب حالات الاختناق.
أكد مسؤول إن سبعة أشخاص على الأقل لقو حتفهم، فيما بوصف بأنه تدافع خارج ملعب مباراة الكاميرون ضد جزر القمر في دور الـ 16 ببطولة كأس الأمم الإفريقية.
وأضاف ناصر بول بيا، نجل رئيس الكاميرون وحاكم المنطقة الوسطى بها، أنه قد يكون هناك المزيد من الضحايا، قائلًا: "لسنا في وضع يسمح لنا بإعطاء العدد الإجمالي للضحايا".
وبحسب ما أكدته صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية فقد نقل العديد من المشجعين إلى المستشفى أيضًا، مع تواجد صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر العديد من الجماهير يحاولون اختراق البوابات قبل مباراة الكاميرون وجزر القمر، التي أقيمت مساء الإثنين، في ملعب أوليمبي في العاصمة ياوندي.
من جانبهم، أكد مسؤولون في احدى المستشفيات القريبة من ملعب المباراة، أنهم استقبلوا ما لا يقل عن 40 مصابًا بسبب التدافع، بهم بعض الجرح في حالة صعبة للغاية.
وقال شهود في الملعب إن أطفالا كانوا من بين الذين حوصروا في التدافع. قال الشهود إن ذلك حدث عندما أغلق مضيفو الاستاد البوابات وأوقفوا دخول الناس.
La bousculade a l'entrée du Stade Olembé, #Yaoundé, pour le match #Cameroun Vs #Comores, comptant pour la 8e de finales de la #CAN2021 pic.twitter.com/bViz15BpxF— Humanitarian Purpose (HP-BLEC) (@HumPurse) January 24, 2022
وقال مسؤولون إن نحو 50 ألف شخص حاولوا حضور المباراة.
تبلغ سعة الملعب 60 ألف متفرج ، لكن لم يكن من المفترض أن يكون ممتلئًا بنسبة تزيد عن 80 في المائة - بسعة 48 ألفًا - للعبة بسبب القيود المفروضة على حجم الجماهير بسبب جائحة فيروس كورونا.
ورغم الحادث ، انطلقت المباراة في موعدها حيث تغلبت الكاميرون على جزر القمر 2-1 لتحسم مكانها في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية.
بيان من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حول كارثة مباراة الكاميرون ضد جزر القمر
جاء في بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، بأنهم على علم بالحادثة التي وقعت في ملعب أوليمبي خلال مباراة بين المضيفين الكاميرون وجزر القمر الليلة ، 24 يناير 2022.
وأضاف البيان أن الكاف يحقق حاليًا في الموقف ويحاول الحصول على مزيد من التفاصيل حول ما حدث.
وواصل أنهم على اتصال مستمر مع حكومة الكاميرون واللجنة المنظمة المحلية.
تستضيف الكاميرون كأس الأمم الأفريقية لأول مرة منذ 50 عامًا - كان من المفترض أن تستضيف البطولة في عام 2019 ، لكن الحدث تم استبعاده في ذلك العام ومنح لمصر بسبب مخاوف جدية من استعدادات الكاميرون ، ولا سيما جاهزية ملاعبها.
كان ملعب أوليمبي أحد الملاعب التي خضعت للتدقيق.
وكان حادث يوم الاثنين ثاني ضربة خطيرة للبلاد في غضون يوم واحد، بعد مقتل 17 شخصا على الأقل في حريق أشعلته سلسلة انفجارات في ملهى ليلي في ياوندي يوم الأحد.
في أعقاب تلك الحادثة، حث رئيس الكاميرون بول بيا البلاد على توخي الحذر أثناء استضافتها لأكبر حدث رياضي وطني لها منذ نصف قرن.
اقرأ أيضا
