أعلن اتحاد كرة القدم، انضمام أندية خليجية إلى الدوري السعودي للمحترفين، بداية من الموسم الرياضي القادم 2019-2020.
وأصبح المحرق البحريني، أول فريق يعلن رسميًا الانضمام إلى الدوري السعودي للمحترفين، في الوقت الذي سوف يتحدد فيه خلال الأيام القادمة، هوية النادي الكويتي، الذي سوف يخوض المنافسة أيضًا.
ولا تعتبر الدعوة السعودية للناديين البحريني والكويتي، غير مسبوقة، فكثير من الاتحادات العالمية، وجهت دعوات لأندية من خارج الحدود، بالمشاركة في بطولاتها.
ولكن السؤال الآن.. هو مدى قانونية هذا القرار، وهوية المستفيد منه سواء الكرة السعودية أم الخليجية؟!
وللإجابة على هذا السؤال، يجب النظر في التجارب السابقة، والتي تثبت أن قرار اتحاد الكرة السعودي، ليس بدعة، بل يعتمد على مجموعة من العوامل؛ منها أن يكون الفريق غير منضم لأي دوري، لأي سبب كان، أو أن يكون قادم من مسابقة غير احترافية، والأهم من ذلك أن تكون لوائح البطولة نفسها، تسمح باستقبال فرق من الخارج.
ففي المسابقات الإنجليزية، نجد وجود 7 أندية من ويلز؛ وهي "سوانزي سيتي، كارديف سيتي، ريكسهام، نيوبورت كاونتي، مارثير، باي كولين".
وكل هذه الأندية السالف ذكرها، تشكلت في الوقت الذي لم يكن هناك دوري ويلزي، الذي نشأ في عام 1992، ليصبح بعدها من حق هذه الفرق، أن تقرر مصيرها سواء بالبقاء في إنجلترا، أو العودة إلى بلادها.
وبالانتقال إلى فرنسا، نجد أن إمارة موناكو "مستقلة"، إلا أن فريقها يشارك في الدوري الفرنسي، بشكل عادي جدًا، نظرًا لعدم وجود دوري يلعب فيه هذا النادي، بالإضافة إلى سماح لوائح البطولة، باستقبال فريق من الخارج.
وموناكو، يعتبر أحد أقطاب كرة القدم الفرنسية، وسبق له تحقيق الدوري الفرنسي 8 مرات، ابتداءً من الستينات الميلادية، وحتى الموسم ما قبل الماضي، كما حصل على الوصافة 7 مرات.
وقدم موناكو، العديد من النجوم في عالم كرة القدم الفرنسية؛ مثل تيري هنري وديفيد تريزيجيه وباتريس إيفرا وإيريك كانتونا.
* تجربة برشلونة..
وبخلاف التجارب السالف ذكرها، فأن العملاق الإسباني برشلونة، مر بتجربة خطيرة للغاية، كادت أن تحدث نقلة نوعية في تاريه الكبير.
فمنذ موسمين، عندما بدأ التصويت في إقليم كاتالونيا على الانفصال عن إسبانيا، تم طرح العديد من الأسئلة؛ أبرزها: أين سيلعب فريق برشلونة العملاق؟.
الاتحاد الإسباني، قال أن لوائحه لا تسمح ببقاء برشلونة، في المسابقة، ويجب عليه أن يخوض منافسات الدوري الوطني في إقليم كاتالونيا.
ورد مسئولو برشلونة، بأنهم يمكنهم أن يختاروا أي دوري يلعبون به، مثل الإنجليزي والفرنسي، خاصة أن لوائحهما تسمح باستقبال فريق لا يرتبط بدوري، أو يأتي من دوري هواة، وهي الشروط التي تنطبق عليه، بعد إنفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا.
* التطبيق بالمملكة..
وبناء على كل ما سبق، يتضح أنه من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن ينص في لوائحه، على استضافة فرق من دول أخرى، للمشاركة في بطولاته.
كما أن استقطاب أندية من الكويت والبحرين، أمر لا غبار عليه، خاصة أن الدوري في الدولتين غير احترافي، وأغلب اللاعبين، عقودهم حتى الآن كهواة.
ولكن تصبح النقطة الجدالية الوحيدة، هي عدم إمكانية مشاركة هذه الفرق، في المسابقتين "السعودية، وفي بلادهم"، في نفس الوقت، حيث يجب عليهم اختيار مسابقة واحدة فقط.
* استفادة خليجية..
وهذه التجربة، من شأنها أن تحدث طفرة كروية كبرى، في الدول الخليجية، خاصة في الكويت والبحرين، والتي تراجع مستوى الفرق والمنتخبات فيها، بشكل كبير للغاية.
حيث أن مشاركة الأندية في الكويت والبحرين، في الدوري السعودي، سوف تساهم في تحويل عقود اللاعبين، لتصبح احترافية، بدلًا من هواة، بالإضافة إلى أنهم سيحتكون بلاعبين كبار، الأمر الذي سوف يساهم في إحداث طفرة في مستواهم، وخدمة منتخبهم.
والاستفادة، سوف تمتد إلى الأندية السعودية، التي سوف تذهب إلى البحرين والكويت، لخوض بعض المباريات، وهو الأمر الذي سوف يسمح بزيادة شعبيتها، وكذلك استفادتها ماديًا من الحضور الجماهيري والدعاية والإعلان.
جدير بالذكر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم، سوف يوضح خلال الفترة القادمة، آلية مشاركة الآندية الخليجية، في الدوري السعودي، وكيفية الصعود والهبوط، والتمثيل القاري.
اقرأ أيضا
آراء الجماهير| أندية الخليج تحول الدوري إلى بريميرليج.. و"الاتحاد يظل في القاع"