كاس الامم الافريقية هي من أبرز البطولات الدولية لما تحتويه هذه البطولة من منافسة على اللقب الذي يؤهل للعديد من البطولات العالمية. تعرف على تاريخه الآن.
في القارة السمراء الكنوز التي لا تقدر بثمن ليس فقط في المجال الكروي بذاته، بل في العديد من المجالات المختلفة فهي القارة التي تبقى لتمتع العالم بمواهبها العديدة. كاس الامم الافريقية هي البطولة الأولى بالقارة وهي ذات الانتشار بين أبناء القارة بصورة لا تنافس، فكيف بدأت هذه البطولة؟ ومن هم أشهر أبطالها؟ وكيف تختار المنتخبات للتنافس عليها؟
كاس الامم الافريقية
لا تمثل البطولة المتنفس العالمي للأبطال الأفارقة فحسب بل إنها المسلك العالمي للتعرف على رجالات القارة التي أخرجت الكثير من أبطال العالم. يطلق على هذه البطولة العديد من الأسماء المختلفة فهي تسمى الكان، والأمم الإفريقية.
شهدت البطولة المخاض الأول لها في العام 1957 إذ ظهرت حينها للعالم كالبطولة التي تنظم للمنافسة بين المنتخبات الإفريقية التي تصعد إلى دوري مجموعاتها. ومع هذا الظهور ظهرت مجموعة من المميزات التي تمنح للفائز باللقب الإفريقي، كما ظهرت القوانين التي تنظم من الدور الذي من أجله أقيمت مباريات كاس الامم الافريقية.
كانت المباراة الأولى التي أقيمت من كاس الامم الافريقية في السودان سنة 57 مع ذلك الحال استمر البطولة تقام كل مدة 4 سنوات إلى أن أتى العام 1968 إذ قرر أن تقام البطولة كل عامين فقط لتقصر المدة التي كانت تقام فيها البطولة عن الفترات السابقة منذ أن بدأت.
كاس الامم الافريقية هي البطولة الأولى من نوعها في القارة إذ يصعد بعدها البطل للمشاركة في البطولة العالمية التي تضم أبطال القارات السبع المختلفة وهي بطولة كأس القارات.
منذ نشأة البطولة في القرن الماضي وقد أخذت المنتخبات الإفريقية في الانضمام إليها عام بعد عام عند الوقت الذي ظهرت فيه.
من الملفت للنظر حقًا هو عدد المنتخبات التي قد شاركت في البطولة منذ إطلاقها إذ لم تتجاوز سوى ثلاث منتخبات فقط وهي منتخب الدولة الأولى التي استضافت البطولة وهي السودان، وكذلك منتخب الدولة الأكثر حصولاً على اللقب الإفريقي وهي مصر، والدولة الثالثة التي تضفو على النيل في أعلى القارة السمراء وهي أثيوبيا.
مع الوقت ازداد عدد المنافسين على اللقب فقد بلغت عدد الدول المشاركة في البطولة في العام 1998 ما بلغ 16 لولا أن هناك دولة إفريقيا قد انسحبت من المنافسة وهي نيجيريا فصار عدد المشاركين 15 منتخبًا.
ظل كاس الامم الافريقية على هذا القدر من المنافسة الشرسة بين تلك المنتخبات الستة عشر التي تأتي على أكثرها فترات ضعف، وأحيانًا قوة فتحصد لقب الفائز.
كما تقسم المنتخبات المشاركة ببطولة كاس الامم الافريقية التي يبلغ عددها 16 منتخبًا إلى 4 مجموعات تضم كل مجموعة منها 4 فرق بحيث تقام المباريات بين الفرق الستة عشر على أساس خروج المغلوب من المنافسة.
للمرة الأولى في تاريخ البطولة وفي العام 2017 اختلفت بعض قواعد البطولة إذ لم تقم في يناير بل أقيمت في يونيو، ولم تنظم بين 16 منتخبًا بل بين 24 منتخبًا إفريقيًا.
تميزت البطولة بتقديم الجوائز للمنتخب الفائز إذ يمنح اللاعبين 30 ميدالية ذهبية، بينما تمنح الإدارة المنظمة المنتخب الثاني منتخب الوصيف 30 ميدالية فضية، ومع ذلك يمنح الفريق الثالث 30 ميدالية برونزية.
في كاس الامم الافريقية يمنح الفائز كأس الأمم وهذا قد تغير أكثر من مرة إذ تغير من بداية البطولة 3 مرات فقد فازت الكاميرون، وغينيا بالكأس الأول، والثاني بينما فازت مصر بالكأس الثالث والحالي منذ العام 2022.
مجموعات كأس أمم أفريقيا 2023
تمثل المجموعات التي تنظم المنتخبات الإفريقية العامل الخفي الذي يصعد من خلاله البطل للفوز باللقب. وكعادة البطولات الدولية فإن المنتخبات المشاركة في بطولة كاس الامم الافريقية تقسم إلى ثمان مجموعات تضم كل مجموعة أربع منتخبات.
المجموعة الأولى:
وتضم منتخب نيجيريا، وكذلك منتخب سيراليون، ومنتخب غينيا الفائز بآخر نسخة من البطولة الإفريقية، والمنتخب الرابع هو منتخب ساو تاومي.
المجموعة الثانية:
تحتوي هذه المجموعة على منتخب بوركينا فاسو، ومنتخب كاب فيردي، ومنتخب توجو، ومنتخب إي سواتيني. وهي جمعها منتخبات ذات قدرة أقل في الفوز بالبطولة كما أنها غير مشهورة في سجل الفائزين بها غير في أوقات قليلة.
المجموعة الثالثة :
في هذه المجموعة عدد من المنتخبات القوية والتي حققت إنجازات ويتوقع لها دور قوي في هذه النسخة، وتلك المنتخبات هي منتخب الكاميرون، ومنتخب كينيا، ومنتخب ناميبيا، ومنتخب بوروندى.
المجموعة الرابعة:
في هذه المجموعة البطل التاريخي لبطولة كاس الامم الافريقية إذ أنها تضم منتخب مصر، ومنتخب غينيا، ومنتخب مالاوي، ومنتخب إثيوبيا.
المجموعة الخامسة:
تمثل عقد الحبل في البطولة فهي تضم العديد من المنتخبات المميزة باللاعبين بها إذ بها منتخب غانا، ومنتخب مدغشقر، ومنتخب أنجولا، ومنتخب إفريقيا الوسطى.
المجموعة السادسة:
هذه المجموعة التي تتنافس فيها المنتخبات التي من بينها منتخب عربي وهو الجزائر، تضم أيضًا أوغندا، ومنتخب النيجر، ومنتخب تنزانيا.
المجموعة السابعة:
هي المجموعة قبل الأخير في تصفيات كاس الامم الافريقية وهي تضم منتخبات كلاً من مالي، والكونغو، وغامبيا، وجنوب السودان.
المجموعة الثامنة:
تضم هذه المجموعة منتخب كوت ديفوار، ومنتخب زامبيا، منتخب جزر القمر، ومنتخب ليسوتو.
إلى هنا كانت تنتهي المجموعات المنافسة على اللقب الإفريقي إلا أنه قد أضيفت أربعة مجموعة أخرى لتناسب الزيادة في عدد المنتخبات التي قد تنافست على اللقب.
المجموعة التاسعة:
بها منتخب الكونغو الديموقراطية، ومنتخب الجابون، ومنتخب موريتانيا، ومنتخب السودان.
المجموعة العاشرة:
تضم هذه المجموعة منتخب تونس، ومنتخب غينيا الاستوائية، ومنتخب ليبيا، ومنتخب بوتسوانا.
المجموعة الحادية عشرة:
يتنافس في هذه المجموعة منتخب المغرب، ومنتخب جنوب إفريقيا، ومنتخب زيمبابوي، ومنتخب ليبيريا.
المجموعة الثانية عشرة:
المجموعة الأخيرة وبها منتخب السنغال، ومنتخب بنين، ومنتخب موزمبيق، ومنتخب رواندا.
المنتخبات التي فازت بكأس إفريقيا
هناك من المنتخبات التي فازت باللقب مرة واحدة كثر من منتخب إفريقي إذ أنها استطاعت منذ بداية البطولة من أن تحصل على اللقب بعد المنافسة الشرسة التي كانت بين المنتخبات الإفريقية الطامحة.
المنتخب الغيني
من القائمة منتخب دولة غينيا الذي استطاعت الدولة أن تستضيف الحدث المهم إفريقيًا وعالميًا على أراضيها في العام 1963 ومن المميز أن هذه النسخة كانت هي الأولى التي شاركت فيها غينيا في البطولة.
استطاعت غينيا التي تلعب للمرة الأولى من أن توجه منتخب السودان حينها في المباراة النهائية التي قد انتهت على غير ما كان قد توقع لصالح المنتخب الغيني.
في المرة التي تلت هذه النسخة أي في العام 1965 استطاع المنتخب الغيني أن يحقق النصر الثاني لبلاده ويفوز باللقب مرة أخرى ليصير بذلك منهجًا يسعى به أبطال المنتخب الغيني في السيطرة على اللقب بدلاً من مصر.
حدثت بعد ذلك ما غشيه المنتخب الغيني إذ انتهى كاس الامم الافريقية في النسخة التي أقيمت في العام 1992 حيث فازت الكونغو باللقب الأول لها في تاريخ إقامة البطولة.
المدة التي قامت بين هذه النسخة المختلفة وإلى اليوم فإن الكثير من الأبطال قد سطروا اسمائهم في البطولة.
إذ أن الفترة التاريخية بين 1970 : 1980 شهدت فوز 6 منتخبات مختلفة منها ما كان حديث العهد بالبطولة، ومنها ما هو متعرق أصلاً بها. وقد كانت تلك المنتخبات هي: السودان، والكونغو، وزائير، والمغرب، وغينيا، ونيجيريا.
ولقد كان من بين هذه الدول ما اعتبر فوزه بالكأس المرة الأولى مثل دولة المغرب التي فازت باللقب الإفريقي في العام 1976، ومثل دولة زائير التي فازت باللقب الثاني لها في العام 1974 .
منتخب الكاميرون
انتقل الكأس بعدها إلى العديد من الدول منها الكاميرون التي استطاعت أن تصل 3 مرات إلى نهائي كاس الامم الافريقية بين عامي 1980 : 1990 .
هذه الفترة تمثل فترة الهيمنة الفعلية للبلد الإفريقي إذ أنها تمكنت من أن تفوز بالكأس مرتين، مرة في العام 1984 ومرة أخرى 1988 وأما المرة الثالثة التي صعدت الكاميرون بها إلي النهائي فقد كانت أمام مصر في العام 1986 وقد انتهت المباراة لصالح الدولة الفرعون بركلات الترجيح.
تعد هذه الفترة أيضًا فترة ازدهار للمنتخب الجزائري الذي استطاع أن يصعد لكأس العالم مرتين وقتها، مرة في العام 1982 ومرة أخرى في العام 1986 .
منتخب الجزائر وجنوب إفريقيا
استضافت الجزائر أيضًا في العام 1990 بطولة كاس الامم الافريقية على أراضيها ولقد كانت النسخة الـ 17 من البطولة.
عادت البطولة مرة أخرى لصالح منتخب إفريقي آخر للسيطرة على لقب الفائز به، ففي العام 1996 استضافت دولة جنوب إفريقيا بطولة كاس الامم الافريقية على أراضيها كمكافأة لها وتعويضًا بعد طول العقود التي حرمت فيها أن تشارك في البطولة نتيجة العنصرية التي ما زلت لوقتها مستمرة.
كما استطاعت جنوب إفريقيا من الفوز باللقب في العام 1996 كأول مرة تفوز فيها البلد باللقب إذ هزمت حينها تونس في المباراة النهائية التي جمعت بين البلدين.
المنتخب المصري
يظل المنتخب المصري المنتخب الأكثر تحقيقًا للألقاب في كاس الامم الافريقية إذ استطاع منذ نشأة الكأس أن يسطر اسمه في سجل البلاد الأكثر تميزًا في الكرة الإفريقية.
عقد المنتخب المصري حذاء لاعبه 23 مرة في أرضية الملاعب التي لعب عليها كاس الامم الافريقية في هذه المشاركات الكثيرة استطاع المنتخب أن يحقق الفوز برفع الكأس 7 مرات في سنين مختلفة.
من المميز في المسيرة المصرية ببطولة الكأس هو أنها الدولة العربية الوحيدة، وأيضًا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي استطاعت أن تفوز بلقب البطل الإفريقي 3 مرات متتالية وهو ما لم يتمكن أية منتخب داخل القارة أن ينافسه عليه منذ بداية البطولة.
وصل المنتخب المصري إلى نهائي البطولة 9 مرات مختلفة كانت آخرها في العام المنصرم 2021 الذي انتهى بهزيمة الفراعنة لصالح المنتخب الصاعد منتخب السنغال.
في العام 1957 كان الوصول الأول للمنتخب المصري إلى النهائي أمام المنتخب الأثيوبي ليصب القدر كل خيره لصالح المصريين بالفوز بدون أن تمس شباكهم الكرة.
أما المرة الثانية فهي تلك التي استضافتها مصر في العام 1959 ولكن لم تقام حينها مباراة نهائية بسبب أن كاس الامم الافريقية حينها كان يلعب بطريقة الدور الواحد وهو ما حققته مصر.
واجهت مصر إثيوبيا مرة أخرى لكنها خرجت منهزمة أشد الهزيمة بأربعة أهداف في شباكها ولم تستطع أن تسدد أية أهداف في شباك المنافس، وقد كان ذلك في العام 1962 .
استضافت مصر بطولة كاس الامم الافريقية مرة أخرى في العام 1986 وقد عادت في هذه الاستضافة بعد أن غابت مدة طويلة منذ العام 1959 لكنها انتهت بفوز الفراعنة بركلات الجزاء لترفع الكأس مرة أخرى.
في سنة 1998 وصلت مصر إلى نهائي كاس الامم الافريقية واستطاعت بفضل لاعبيها وقتها في الفوز على جنوب إفريقيا بنتيجة هدفين مقابل لا شيء للمنافس.
تأتي بعد ذلك الفترة الذهبية للمنتخب المصري في بطولة الكأس وتبدأ فترة السيطرة على اللقب وتحقيق لقب المنتخب الوحيد الذي استطاع أن يفوز باللقب 3 مرات، هذه الفترة هي أعوام 2006 و 2008 و 2010 .
كانت المرة قبل الأخيرة في العام 2017 وهزمت مصر فيها من المنتخب القوي منتخب الكاميرون، كانت هذه الخسارة معقبة لخسارة أخرى في آخر نسخ الكأس في العام 2021 من السنغال.
كم مرة نظمت مصر كأس الأمم الأفريقية؟
مصر هي رأس الحربة التي تقود العديد من المجالات على اختلافها في المحيط العربي، والإفريقي إنها الدولة الرئيس ولذا كانت استضافة البلد للكأس من الأمور الهامة تاريخيًا، وجماهريًا.
لا تعد مصر فقد المستضيف للبطولة الخامسة على أراضيها في العام 2019 بل تعد هذه السنة وتلك الاستضافة فريدة من نوعها بكل المقاييس فلقد انتقل تاريخ إقامة البطولة من شهر يناير الذي عادة تقام فيه البطولة إلى شهر يونيو كأول مرة في تاريخ البطولة.
ليس هذا العجيب بل عدد الفرق التي شاركت في البطولة والتي كانت 24 بدلاً من 16 كما كان الأمر في مختلف النسخ التي أقيمت في الأعوام الخالية.
في هذه البطولة التي استضافتها مصر لم تتمكن أن تحقق لنفسها مكانة عالية بها إذ خرجت من المنافسة واستمرت دولتين من أشد الدولة تحقيقًا للنجاح في هذه النسخة إلى أن صعدا إلى النهائي وهما الجزائر، والسنغال.
استطاعت الجزائر للمرة الثانية في تاريخها أن تحقق لقب الكأس لصالحها بعد أن فازت بهدف واحد على السنغال لتسطر بذلك محاولة جيدة حفزت من المنتخب السنغالي من معاودة الكرة وبالفعل استطاع للمرة الأولى في تاريخه أن يفوز بالكأس في النسخة التي أعقبت هزيمته عام 2021.
مصر هي الدولة الأكثر استضافة لبطولة كاس الامم الافريقية بجانب أنها الدولة الأكثر حصولاً على اللقب حيث أنها نظمت البطولة من العام 1959 إلى 2019 فقد كانت المرة الأولى في العام 1959 ثم كان التنظيم الثاني في العام 1974 ثم كانت المرة الثالثة في العام 1986 والمرة الرابعة كانت في العام 2006.
متى يقام كأس افريقيا 2023؟تمثل هذه النسخة من كاس الامم الافريقية الرابعة والثلاثين فتلك البطولة التي تقام كل عامين هي الأكثر حفاوة لدى الجماهير الإفريقية لما تقدمه منتخباتها من مثابرة في المحاولة بالفوز بالبطولة.
كان من المقرر أن تقام في شهر يونيو القادم عام 2023 بدولة ساحل العاج غير أن الخبراء توقع سوء حال الطقس فقرر الاتحاد الإفريقي أن يؤجل إقامة البطولة بعد تأجيلها في ينايرمن العام 2024.
من المهم أيضًا أن البطولة التي لاقت إقبالاً كبيرًا قد صنعت ذلك التغير وغيره من التغيرات الأخرى رعاية للكثير من الأمور لعل من أهمها اللاعبين ذوي الشهرة، والمكانة العالمية.
قد كان يواجه كبار اللاعبين الأفارقة تعارضًا في وقت إقامة كاس الامم الافريقية مع وقت إقامة المباريات في الدوريات الأوروبية بالأندية التي يلعبون بها.
لذا كان من حنكة الخبراء منذ العام 2019 أن يعدل القانون الذي يشترط إقامة البطولة في شهر يونيو ويوليو إلى شهر يناير ليكون بذلك وقت سماح يملك فيها اللاعبون فرصة في المشاركة مع منتخبات بلادهم، ومع الأندية الأوروبية التي يلعبون لصالحها.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم
يعد اتحاد الكرة الإفريقي هو المنوط بتنظيم العديد من الشؤون الكروية داخل القارة السمراء وهو من أقدم المنظمات التي وجدت لتنظيم السبيل الكروي حول العالم، وخلق عالم مثير يتنافس فيه الأبطال من مختلف البلدان الإفريقية.
نشأ الاتحاد الإفريقي الذي يعرف كذلك بالكاف في العام 1957 وهو من فكرة الكابتن عبد الحليم محمد السوداني، وقد ساعد الفكرة على الظهور أن هناك أربع دول كبرى قد وقفت خلفها وهم مصر، والسودان، وأثيوبيا، وجنوب إفريقيا.
أصبح الاتحاد الآن يضم أربعة وخمسين دولة ما يجعله من أكبر الاتحادات الرياضية حول العالم التي تضم أعضاء من منطقة جغرافية واحدة.
يتكفل الاتحاد بتنظيم بطولتين من أشهر البطولات الإفريقية، وحول العالم أيضًا وهما كاس الامم الافريقية، وكذلك بطولة الأندية الإفريقية. ومن البطولات الأخرى التي تقام تحت تنظيم الاتحاد وهما: كأس السوبر الإفريقي، وكأس الكونفدرالية الإفريقية، ودوري أبطال أفريقيا.
تلك الفكرة التي دعا لها السوداني لاقت بجانب الدعم الدولي دعم الكثير من الأبطال الأفارقة، وعلى رأسهم الرئيس الأول للاتحاد الإفريقي المصري وهو عبدالعزيز سالم.
لاقى السودانى دعم أيضًا من جانب الكابتن محمد لطيف، ويوسف محمد، والكابتن عبد الرحيم شداد، وبدوي محمد، والكابتن عبد الحليم محمد، والكابتن وليام فيل.
بالرغم من أن الفكرة تتعلق بالقارة الإفريقية وبالرغم من أنها تتعلق بالكرة الإفريقية، وجميع المتشاورن من الأفارقة إلا أن الاجتماع الذي عقد في العام 1956 ليقرر فيه فكرة الاتحاد، وتنظيم بطولة كاس الامم الافريقية إلا أنها لم تعقد في أية عاصمة إفريقية، بل عقد في إسبانيا بمدينة لشبونة.
أول بطولة بعد تأسيس الاتحاد
كان العام 1957 على موعد ليشهد أول بطولة كاس الامم الافريقية إذ أن السودان في هذا العام وبخاصة الخرطوم شهدت البطولة بأربع منتخبات إفريقيا كانت هي المنتخبات الأولى التي انضمت للاتحاد وهي مصر، والسودان، وجنوب إفريقيا، وإثيوبيا.
لسوء الحظ لم تشارك جنوب إفريقيا في بطولة كاس الامم الافريقية وانسحبت من المنافسة بسبب تعنتها في اختيار المنتخب على الفصل العنصري بين لاعبي منتخبها ما جعل البطولة تقام بثلاثة منتخبات فقط، لتنتهي بصالح الفوز للمنتخب المصري.
كانت المباراة التي فازت فيها مصر أمام المنتخب الإثيوبي مباراة مشهودة فهي التي انتهت بفوز المنتخب المصري بأربعة أهداف مقابل لا شيء للفريق المنافس.
دور الاتحاد الإفريقي لكرة القدم
يمثل الاتحاد الإفريقي الأم الكبرى التي تضم العديد من الاتحادات التابعة لتنظيمها داخل القارة الإفريقية وهي من هذا الدور تقوم بالأساس الذي من أجله وضع حجر الاتحاد وهو تنظيم الكرة الأفريقية.
ومن أشهر الاتحادات التي انضمت إلى الاتحاد الإفريقي وهي الاتحاد المصري، والجزائري، والمغربي، والتونسي، والليبي، واتحاد غانا لكرة القدم، واتحاد غينيا لكرة القدم، والأثيوبي، والكاميروني، وغيرهم الكثير.
والسبب الذي بسببه اختلفت الاتحادات في تاريخ الإنضمام هو ما كان وراءه تاريخ إنشاء الاتحاد في تلك البلد إذ أن الاتحادات الأربع التي انضمت أول ما بدأ الاتحاد كان موجودة من قبل أن ينشأ الاتحاد.
فعلى سبيل الذكر اتحاد جمهورية الكونغو الديمقراطية قد نشأ في العام 1919 والاتحاد المصري لكرة القدم قد نشأ في العام 1921 أي قبل نشوء الكاف بما يقرب من 36 سنة، والاتحاد الزمباوي أسس كذلك في العام 1929 .
وأما الاتحاد الأخرى التي انضمت فقد نشأت بعد الاتحاد المصري بمدة زمنية طويلة فمثلاً الاتحاد الليبيري قد نشأ في العام 1936 والاتحاد السوداني أسس كذلك في العام 1936 وهكذا ترى أن باقي الاتحادات الإفريقية قد نشأت في فترات متأخرة أو مقاربة لوقت نشوء الاتحاد، ومن الغريب أن آخر الاتحادات التي انضمت إلى الكاف قد نشأ في العام 2011 وهو اتحاد جنوب السودان.
المسابقات التي تنظم تحت إدارة الكاف
من أشهر المسابقات وأهمها التي ينظمها الكاف للمنتخبات بجانب مسابقة كاس الامم الافريقية فهي:
كاس الامم الافريقية للسيدات
هي البطولة التي تنظم من أجل الكرة النسوية داخل القارة السمراء فهي وإن كانت مشهورة بقدرة الأبطال الرجال فيها على تحقيق العديد من الجوائز ليس فقط داخل الأندية المحلية بل على مستوى الأندية العالمية.
تلك البطولة هي النسخة المطابقة للأصل من كاس الامم الافريقية الرجالي إذ أنها تقام كل عامين، وتنظم تحت إشراف الاتحاد منذ البداية بالتصفيات إلى الوصول للمباراة النهائية التي تختتم بتتويج الفائز بالكأس.
لم تكن هذه البطولة قديمة العهد مثلما هو الحال مع البطولة الخاصة بالرجال إذ أنها أنشأت في العام 1991 وكانت الدول تتنافس بقاعدة الذهاب، والإياب.
تعد نيجيريا هي البلد الأكثر فوزًا بالكأس الإفريقيي النسائي إذ أنها قد نالته ما يقرب من 11 مرة، ولا تقاربها أية دولة إفريقية في عدد مرات الفوز تلك، بل إن العجيب حقًا الدولة التي تلي نيجيريا في عدد مرات الفوز إذ لم تفز به سوى 2 فقط.
كانت بداية نيجيريا مع الفوز منذ عام 1991 ثم تلها الفوز في العام 1995 ثم العام 98 والعام 2000 والعام 2002 والعام 2004 والعام 2006 والعام 2010 والعام 2014 والعام 2016 والعام 2018 لتصبح بذلك البطل النسائي بلا منازع كما أن مصر هي البطل في مسابقة الرجال بلا منازع.
وأما البطل الثاني فهو منتخب غينيا الاستوائية إذ فاز بالكأس مرتين أولها في العام 2008 والثانية في العام 2012 ولم تستطع باقي الدول المشاركة في البطولة من الفوز بالكأس مرة واحدة فقط.
تنظم البطولة بين منتخبات عدة أشهرها وأكثرها مشاركة: منتخب نيجيريا، ومنتخب غينيا الاستوائية، ومنتخب جنوب افريقيا، ومنتخب غانا، ومنتخب الكاميرون، منتخب أنغولا، ومنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنتخب غينيا، ومنتخب ساحل العاج، ومنتخب إثيوبيا وهو أحد المنتخبات الأولى التي انضمت إلى كاس الامم الافريقية، ومنتخب زيمبابوي.
بطولة الأمم الإفريقية للمحليين
لهذه البطولة اسم آخر تعرف به وهو الشان إذ أنها تقام من أجل المنافسة بين اللاعبين الذين يتميزون داخل المنتخبات الوطنية الإفريقية، وقد ظهرت هذه البطولة في فترة متأخرة جدًا إذ لم يمر على تأسيسها سوى 15 سنة فقط إذ أنها ظهرت في العام 2007 وهو ما يمثل فارقًا كبيرًا عن كاس الامم الافريقية.
كانت البطولة الأولى مقامة على أرض ساحل العاج في العام 2009 وقد شارك حينها عدد من المنتخبات انتهت بفوز بطل واحد وهو الكونغو.
وقد شهدت النسخة الثانية من البطولة توسعًا ملحوظًا إذ كان عدد الفرق المشاركة بها قد بلغ 16 فريقًا ما جعل المنافسة تحد على أهبة من الحماس بين جميع المتنافسين وهو ما انتهى بصالح الأقوى، والأجدر باللعب إذ فاز وقتها الفريق التونسي باللقب.
لقد لاقت هذه البطولة رواجًا أشد بعدما اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بالبطولة واعتبرها بطولة رسمية عالمية. هذا الاعتراف زاد من عدد المنتخبات التي شاركت في البطولة من 8 منتخبات إلى 16 في النسخة الثانية من إقامتها.
كأس الأمم الأفريقية للشباب تحت عام 20 سنة
هي الحافز الذي يساعد المنتخبات الشابة على الاستمرار في إبداع اللمسات الكروية، وهذه البطولة من أقدم البطولات في الاتحاد الإفريقي كما الحال مع كاس الامم الافريقية إذ ظهرت البطولة للمرة الأولى في العام 1979 بطريقة الذهاب، والإياب.
لم تستمر البطولة على هذا النظام في المنافسة إذ أنه بعد عقدين فقط سوف تتغير النظم التي تحكم البطولة لتصير منافسة تقام كل عامين منذ العام 1991.
من أشهر أبطال المنافسة بحسب التاريخ الذي أقيمت فيه البطولة منتخب الجزائر، ومنتخب مصر، ونيجيريا، وغانا، والكاميرون، والمغرب، وأنجولا، وزامبيا، ومالي
على إثر هذه البطولة ظهرت فكرة أخرى لإنشاء بطولة منافسة أطلق عليها كأس الأمم الإفريقية للشبابات تحت سن 20 سنة إذ تهتم بتقديم المنافسة بنفس القدر من التنظيم، والإشراف إلى المنتخبات النسائية الشابة داخل القارة الإفريقية.
كأس أمم إفريقيا للناشئين تحت سنة 17 سنةتمثل هذه البطولة المتنفس الأكبر للتنافس بين الشباب داخل القارة السمراء فهي تنظم بقدر عال، ويقد للفائز بها أن ينال الجوائز التي ترفع من روح المنافسة لديه، كما أنها بطولة يظهر بها الكثير من المهارات لدى الأبطال الشبان الذين سيعتمد عليهم لاحقًا منتخب بلادهم للرجال.
ظهرت هذه البطولة للمرة الأولى في العام 1979 لتعد بذلك أقدم البطولات الكروية التي ينظمها الاتحاد مثلها في ذلك مثل كاس الامم الافريقية، وهي تتشابه معها أيضًا في طريقة المنافسة التي اعتمدت حينها إذ كانت المنافسة والفوز باللقب معتمد على جدول الذهاب، والإياب.
مع الوقت تغير نظام البطولة واتجهت المنافسة إلى أن تقام كل عامين منذ العام 1991 لتصير بذلك بطولة أكثر شراسة في التنافس، وأحكم في التنظيم من قبل الاتحاد.
البطل الأول الذي استطاع أن يفوز بالبطولة هو منتخب الكونغو وكان ذلك في العام 1985 يشاركه في الفوز منتخب غينيا، ومنتخب نيجيريا.
وآخر الفائزين باللقب هو منتخب الكاميرون وكان ذلك في العام 2019 عندما انتهت المباراة التي جمعت بين هذا المنتخب والمنتخب الغيني بضربات الجزاء لصالح المنتخب الأول منتخب الكاميرون.
هناك أيضًا مجموعة من البطولة الأخرى التي يتولى الكاف الإشراف عليها وتنظيم شأنها بحيث تظل داخل الإطار المنضبط، وهذه البطولات الأخرى الخاصة بالمنتخبات السمراء: بطولة إفريقيا لكرة القدم الخماسية، وبطولة إفريقيا لكرة القدم الشاطئية، وكأس الأمم الأفرو آسيوية.
وأما البطولات التي تنظم للأندية فهي:
دوري أبطال إفريقيا
هو من أشهر الدوريات الكروية حول العالم ويمثل المشهد العالمي الذي تتابعه كبرى الأندية العالمية الراغبة في استقدام الأبطال الأفارقة لكي تلعب تحت ردائها وبين صفوفها.
ظهرت هذه البطولة في العام 1964 أي يعد كاس الامم الافريقية بعدة سنوات لتشارك فيها أفضل الأندية الإفريقية وتتنافس فيما بينها، قد أطلق على هذه البطولة اسم أخرى لتحفظ حقوق الرعاية إذ تعرف باسم دوري توتال إنرجيز، وقبل ذلك كانت تعرف باسم الكأس الأفريقية للأندية البطلة غير أن هذا الاسم الأخير قد تغير وصارت تعرف باسم دوري أبطال إفريقيا منذ العام 1997.
هذه البطولة من أكبر البطولات للأندية فهي على الردف لبطولة كاس الامم الافريقية إذ يشارك فيها ما 58 فريق من مختلف الأنحاء الإفريقية.
وتنقسم هذه الأندية بحسب الفرق التي استطاعت أن تتصدر قائمة الدوري المحلي الخاص بها في دولتها، بجانب استقدام الأندية الوصيفية من أميز 12 ناديًا في تصنيف الأندية الإفريقية.
تتميز هذه البطولة بأنها الطريق الذي يسمح للبطل في المشاركة ببطولة عالمية كبيرة لا تقل عن بطولة كأس العالم للمنتخبات إذ أنها المقابل لها فهي بطولة كأس العالم للأندية.
تعد هذه المسابقة عالمية بكل المقاييس إذ ينافس فيها أبطال القارات الست للفوز بلقب بطل العالم للأندية. ومن أشهر الأندية الإفريقية تحقيقًا للصعود القاري هو نادي الأهلي المصري الذي استطاع أن يتفوق على جميع الأندية الإفريقية مجتمعة ليفوز بالبطولة عشر مرات.
ونادي الأهلي المصري هو صاحب أكبر عدد من اللاعبين في المنتخب المصري الذي تمكن هو الآخر أن يكون بطل القارة 3 مرات متتالية كفوز لم يستطع أية منتخب من تحقيقه.
يأتي بعد نادي الأهلي نادي آخر من البلد ذاته إذ أن نادي الزمالك المصري هو أكثر نادي بعد الأهلي تمكن من الفوز بالبطولة إذ فاز بالبطولة 5 مرات طوال تاريخه.
من المميز حقًا أن الأندية المصرية هي أكثر الأندية تحقيقيًا للقب القاري إذ تمكن أن تجمع رصيدًا بعدد مرات الفوز بلغ 16 مرة وهو ما لم يتحقق لأية دولة أخرى.
كأس الكونفدرالية الإفريقية
يأتي هذه الكأس خلف البطولة السابقة من ناحية الأهمية المحلية ، والقارية، وكذلك الدولية إذ أنه تنظم سنويًا للمنافسة عليه من قبل الاندية الإفريقية.
لم تكن فكرة إنشاء هذا الكأس بالقديمة بل إنها فكرة متأخرة نفذت في العام 2004 حيث كانت الفكرة قائمة على التخلص من بطولتين مختلفتين من خلال دمجهما سويًا. وهما كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس، وبطولة كأس الاتحاد الإفريقي.
تعتبر هذه البطولة ذات مشاركات كثيرة للغاية مثل كاس الامم الافريقية إذ يتنافس عليها 55 ناديًا من 56 ناديًا أعضاء في الاتحاد الإفريقي لاتحاد الكرة.
استطاع منذ بدأ هذه البطولة أن بفوز بها 13 ناديًا مختلفًأ داخل القارة من أصل 55 لتثبت مدى الاهتمام بالمنافسة عليها مدى الاهتمام بهذه الرياضة داخل القارة العجوز.
ومن أكثر الأندية التي تمكنت من الفوز باللقب نادي عربي هو نادي الصفاقسي الذي حصد اللقب 3 مرات، وكان اللاحق به هو نادي عربي كذلك وهو نادي الرجاء، وآخر من تمكن من الفوز باللقب نادي عربي وهو نادي نهضة بركان المغربي. لتكون دولة المغرب حاضرة في هذه البطولة كما كانت حاضرة في كاس الامم الافريقية.
كأس السوبر الإفريقي
ظهرت هذه البطولة تحت إشراف الكاف في العام 1993 لتقام كل عام بين أفضل نادين داخل القارة أولهما النادي الذي تمكن من الفوز بلقب بطل دوري أبطال إفريقيا، والنادي الذي تمكن من حصد لقب الكونفدرالية الإفريقية.
ومن المميز هذا العام 2022 أن يلتقي نادينا من بلد واحد و هو الغرب في هذه البطولة إذ كان الفائز بلقب بطل الدوري الإفريقي هو الوداد المغربي، والفائز بلقب بطل كأس الكونفدرالية هو نهضة بركان، وقد انتهت البطولة بفوز نهضة بركان على الوداد بنتيجة مثيرة وهي هدفين مقابل لا شيء.
كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس
كانت هذه البطولة من أبرز البطولات التي تقام قبل العام 2004 إذ أن هذا العام قد ألغي فيه عقدها نتيجة لدمجها مع بطولة أخرى لإقامة بطولة كأس الكونفدرالية.
ظهرت هذه البطولة للمرة الأولى في العام 1975 وكانت تعرف كذلك باسم كأس الكؤوس الإفريقية حيث كان يتنافس عليها كافة الأندية الإفريقية التي كانت حصدت على كأس هذا العام.
كأس الاتحاد الإفريقي للأندية
أسست هذه البطولة في العام 1992 لتقام بصورة سنوية بين الأندية التي لم تتمكن من الفوز بالألقاب بل التي حصلت على لقب الوصيف في كافة الدوري الكروي الإفريقي.
لم تستمر هذه البطولة طويلة إذ قرر الكاف في العام 2003 أن يوقفها وتغير الاسم الذي كانت تعرف به.
كأس الأفرو آسيوية للأندية
هي آخر البطولات التي يهتم بتنظيمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إذ أنها تقام بين بطل الأندية الإفريقية، وبطل الأندية الآسيوية، وقد كان نادي الزمالك المصري هو أكثر الأندية فوزًا بهذه البطولة إذ فاز بها مرتين قبل أن يقرر الاتحاد إلغاء البطولة.
لقد كان كاس الامم الافريقية بطولة ذات اهتمام رائع أدى لظهور باقة من ألمع النجوم داخل القارة ليسطرو اسمًا من التميز في عالم رياضة كرة القدم، فماذا تعرف أنت أيضًا؟
اقرأ أيضا
الشباب يحتفي بـ "بن العمري" بعد تتويجه بلقب كأس الأمم الإفريقية