حكايات كأس آسيا "2"| محمد عبدالجواد.. أنقذ حلم وطن من خلال "تدريب ترفيهي"

تاريخ النشر: 01/01/2019
1150
منذ 5 سنوات
حكايات كأس آسيا "2"| محمد عبدالجواد.. أنقذ حلم وطن من خلال "تدريب ترفيهي"

في 8 ديسمبر من عام 1984، وعندما كانت النتيجة تشير لتأخر منتخب السعودية، بهدف نظيف أمام قطر، في الجولة الثالثة من دور المجموعات، تقدم محمد عبدالجواد، أحد أفضل المدافعين في تاريخ المملكة، وسدد كرة ثابتة رائعة، أدركت التعادل للأخضر.

ويقول عبدالجواد، عن هذا الهدف التاريخي: "والثقة تغمرني، تقدمت بخطوات سريعة لتنفيذ الكرة الثابتة وكأني أراها تعانق الشباك".

ويعود المدافع الفذ بالزمن 34 عامًا، ويروي عن الكرة الثابتة: "كنت أتدرب في حصة ترفيهية قبل مباراة قطر، على الكرات الثابتة مع صالح النعيمة وماجد عبدالله، وأجدت في كل مرة أصوب فيها".

وتابع عبدالجواد: "خلال المباراة تهيئت الفرصة بحصولنا على خطأ قريب من مرمى قطر، تقدمت مسرعاً لإقناع النعيمة بأن أسدد، لإيماني الكامل بالتسجيل، ووفقت بفضل الله في ترجمة الفرصة إلى هدف".

وعبد الجواد، تشهد له الضفة اليسرى على أناقته في السير بالكرة، ورشاقته في قطع المسافات بين مناطق الدفاع، ومواقع الهجوم، ذلك الباسل حينما يذود عن مرمى فريقه، والجسور إذا اتجه نحو شباك المنافسين.

وكان عبدالجواد، ورقة رابحة أينما حلت المواعيد، يتجلى ذلك في مشهد خفقت من أجله القلوب فرحاً، عندما انقض بشجاعة في "نهائي آسيا 1984"، على المهاجم الصيني، ممتصاً الكرة في أبهى صورة، ثم يرسلها برؤيته الشاملة إلى ماجد عبدالله، الذي سجل، مستثمراً التمريرة بعد أن " كسّر طاقم دفاع الصين".

ويتحدث عبدالجواد، عن أهم أسرار تألق "الأخضر" آنذاك، ويقول: "العمل تراكمي، والإنجاز لم يتحقق صدفة، فكل خطوة كُتبت سطورها على ورقات الدراسة المتأنية، وتضمن الخطط الحالة البدنية لدى اللاعبين، الرصيد اللياقي لدى عناصر المنتخب دفعتنا لمجابهة الخصوم من دون كلل".

وأضاف: "يهطل المطر كل يوم في سنغافورة، ونلعب في ميدان من الوحل، وأرض مبللة، الأمر الذي يضاعف أوزان اللاعبين، تخيل أن تلعب كل المباريات من دون استثناء في هذه الأجواء غير الكروية، في وقت لا نعتاد على حالة طقس مماثلة، ولكن ذلك يحسب لأفراد الجهاز الفني الذي حرصوا على أن تكون لياقة اللاعبين مكتملة".

* سيد القارة

وبعد 4 أعوام فقط، حط المنتخب الوطني رحاله في قطر، وهو سيداً للقارة الآسيوية وحاملاً للقبها، ليتجاوز الخصوم مرة بعد مرة، ويبلغ نصف النهائي أمام إيران، وينجح إثر مهمة معقدة تطلبت لعب ركلات الترجيح التي شهدت نجاح عبدالجواد في التسجيل، وتكررت المهمة ذاتها أمام كوريا الجنوبية في المباراة النهائية التي انتهت بفوز سعودي آخر، محتفظاً سيادة أربع أعوام جديدة على القارة الآسيوية.

لاينسى عبدالجواد، أجمل الذكريات وإن كانت قاسية، ويحكي: "متعهد ركلات الترجيح ماجد عبدالله، ومن بعده أسدد "الجزائيات" ويجعلني ذلك أكثر ثقة، وأمام كوريا حان دوري للتسديد، مع ملاحظتي أن الحارس الكوري لا يقفز عالياً فقررت التصويب بأسلوبه في منتصف الزاوية ولكن لم اوفق، وأهدرت الكرة، لا أتذكر ماذا حدث في أعقاب ذلك من قسوة اللحظة، فهذا حلم وطن، ولكن بفضل من الله، أعدنا الكأس الغالية الى البلاد مجدداً". 

حمل تطبيق سعودي الآن