درس جديد وتحدي جديد سيكون على إدارة برشلونة الإسباني التعامل معه بكل حذر، بعد السقوط الكبير ليلة أمس ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وودع برشلونة دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي، بالسقوط على ملعبه المونتجويك (4-1) أمام باريس سان جيرمان، رغم أن التعادل فقط ما كان يكيفه لبلوغ نصف النهائي، للاستفادة من انتصاره ذهابا (3-2).
الصدمة الكبرى التي تعرض لها برشلونة ضد باريس سان جيرمان، جاءت في الوقت الذي كان يحلم فيه الجميع، بعودة الفريق الكتالوني للنهائيات الأوروبية بجيل جديد من اللاعبين الشباب، بعد نهاية حقبة ميسي ونيمار وسواريز.
الطموحات الكتالونية باستعادة أمجاد الماضي ارتفعت بالفوز ذهابا (3-2) في حديقة الأمراء، ولكن كل شيء ذهب أدراج الرياح منذ لحظة طرد رونالد أراوخو في الدقيقة "29" من الشوط الأول.
ويظهر حاليا السؤال المثير عن الطريقة المثالية التي يجب أن تتعامل بها إدارة برشلونة مع الإعلام والجماهير لتجاوز تلك الصدمة، خاصة أنها جاءت في بداية تكوين فريق من الشباب المميزين، قليلوا الخبرة في الوقت ذاته
1-لا تهدموا المعبد:
النقطة التي يجب على إدارة برشلونة التعلم منها بعد السقوط ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، هي عدم "هدم المعبد" وسيطرة الروح الإنهزامية على أجواء الفريق.
وسيكون على خوان لابورتا رئيس برشلونة وديكو المدير الرياضي، تجديد الثقة في جميع اللاعبين، خاصة أن القوام الرئيسي للفريق يتكون من لاعبين شباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاما إلى 25 عاما.
التجربة الأبرز التي يجب التعلم منها، هي مانشستر سيتي الإنجليزي الذي مر بسلسلة من الإحباطات الأوروبية مع جوارديولا، والخروج بسيناريوهات أغرب من الخيال في كل مرة، حتى اكتسب الفريق الخبرة، وبات المرشح الأول للقب في أخر 3 مواسم.
2-تدعيم الفريق:
السقوط ضد باريس سان جيرمان كان أحد أسبابه نقص الخبرة بتصرف أراوخو الذي طرد على أثره وغير من معطيات المباراة، بالإضافة لعدم وجود لاعب قادر على صنع الفارق بالأخص بعد خروج الجناح الشاب لامين يامال.
هنا.. الدور على إدارة برشلونة التي يجب أن تتخلص من الأزمات المالية، لعلاج مواطن ضعف الفريق بالتعاقد مع لاعبين يمتلكون الخبرة، في مركز محور الوسط، بالإضافة لضم ظهير أيمن وأخر أيسر، كذلك جناح هجومي مميز.
3-نهاية التصريحات الانهزامية:
أحد أسباب السقوط الصادم لبرشلونة ضد باريس سان جيرمان، رغم الانتصار ذهابا في فرنسا، هي التصريحات الانهزامية من الإدارة التي منحت اللاعبين مؤشر بأن الجميع حقق الهدف، وليس مطلوب منهم الكثير بعد الأن.
دائما ما يظهر لابورتا ونائبة رافا يوستي بالإضافة للمدير الرياضي ديكو يتحدثون بأن الهدف من الموسم هو بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وهذا ما نقل شعور لجميع اللاعبين بأن هدف النادي تحقق، والإنجاز هو الاستمرار في المسابقة.
4-لا تصنعوا أبقار مقدسة:
الدرس الأهم لإدارة برشلونة والإعلام الكتالوني المحيط بالإدارة، تجنب الخطر الأكبر بصنع أبقار مقدسة بعد كارثة باريس، بمدح بعض الأسماء في الفريق، أمثال بيدري، رافينيا، ليفاندوفسكي، أراوخو، لعدم العودة لعصر الأبقار المقدسة.
برشلونة أخطأ في التعامل مع نجومه بعد مباراتي روما وليفربول عامي 2018، 2019، بمدح اللاعبين ميسي، بيكيه، ألبا، بوسكيتس، سواريز، حتى تحولوا لأبقار مقدسة، يتم تقديرها في حالة الفوز أو الخسارة.
ولابد أن يظهر قانون جديد في برشلونة، بأن اللاعب يتم تقديره بناء على ما يحققه للفريق من انتصارات وألقاب، وليس بناء على قدر الترويج لاسمه إعلاميا أو مدى سطوته داخل غرفة خلع الملابس.
اقرأ أيضا
