أعلن النجم الكرواتي لوكا مودريتش، أيقونة خط وسط ريال مدريد، قراره بالرحيل عن النادي الملكي بنهاية الموسم الجاري، ليضع بذلك نقطة النهاية لمسيرة أسطورية امتدت لاثني عشر عامًا مليئة بالإنجازات والبطولات التي صنعت له مكانة لا تُمحى في قلوب عشاق كرة القدم.
انتقل مودريتش إلى ريال مدريد في أغسطس 2012 قادمًا من توتنهام الإنجليزي، في صفقة أثارت بعض التساؤلات حينها، لكنه سرعان ما أثبت قيمته ليتحول إلى أحد أهم الأعمدة في تاريخ النادي، ويصبح مهندسًا للعديد من الانتصارات التاريخية التي زينت خزائن الميرينجي.
لقد كان بمثابة العقل المدبر في خط الوسط، يربط بين الدفاع والهجوم بسلاسة لا تُصدق، ويقدم لمحات فنية تُبهر الجماهير في كل مباراة.
شارك مودريتش في 590 مباراة بجميع البطولات مع ريال مدريد، سجل خلالها 43 هدفًا وقدم 95 تمريرة حاسمة، أرقام تعكس مدى تأثيره الهجومي وصناعة اللعب، بالإضافة إلى دوره المحوري في استعادة الكرات وتوزيعها بدقة متناهية.
لم تكن مساهماته مقتصرة على الأرقام فقط، بل امتدت لتشمل القيادة الملهمة داخل الملعب، حيث كان دائمًا ما يرفع من معنويات زملائه ويقدم الأداء الذي يشعل شرارة الانتصار.
توج الكرواتي بـ 4 ألقاب للدوري الإسباني، و5 ألقاب للسوبر الإسباني، وكأس ملك إسبانيا مرتين، وكأس الإنتركونتيننتال مرة واحدة، بالإضافة إلى 5 ألقاب في السوبر الأوروبي، و5 ألقاب في كأس العالم للأندية.
هذه الكومة من الألقاب تضع مودريتش ضمن قائمة اللاعبين الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي. نال مودريتش أيضًا جائزة الكرة الذهبية المرموقة في عام 2018، ليكسر هيمنة ميسي ورونالدو، ويؤكد بذلك مكانته كأحد أفضل لاعبي خط الوسط في جيله، إن لم يكن في تاريخ كرة القدم.
وجاء في رسالة مودريتش المؤثرة لجماهير ريال مدريد، والتي نشرها عبر حساباته الرسمية: "أعزائي مشجعي ريال مدريد. حان الوقت. لحظة لم أتمناها أبدًا، لكن هذه هي كرة القدم، ولكل شيء في الحياة بداية ونهاية. يوم السبت، سأخوض مباراتي الأخيرة في سانتياجو برنابيو".
تابع اللاعب بنبرة تحمل مزيجًا من الحنين والفخر: "وصلتُ عام 2012 برغبة في ارتداء قميص أفضل فريق في العالم، وطموح لتحقيق إنجازات عظيمة، لكنني لم أكن أتخيل ما سيحدث بعد ذلك. غيّر اللعب في ريال مدريد حياتي كلاعب كرة قدم وكشخص. أشعر بالفخر لكوني جزءًا من واحدة من أنجح عصور أفضل نادٍ في التاريخ". كلماته تعكس مدى الارتباط العميق الذي نشأ بينه وبين النادي وجماهيره.
أكمل مودريتش رسالته بالشكر والامتنان: "أود أن أشكر النادي من أعماق قلبي، وخاصةً الرئيس فلورنتينو بيريز، وزملائي في الفريق، ومدربيّ، وكل من ساعدني طوال هذه الفترة". ترك مودريتش إرثًا لا يمحى في ريال مدريد، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجماهير كواحد من أعظم من ارتدوا قميص النادي الملكي. سيفتقد ملعب سانتياجو برنابيو لمساته الساحرة، وتمريراته الدقيقة، وقدرته على تغيير مسار المباريات بلمحة واحدة. ستفتقد الجماهير قيادته الملهمة داخل الملعب وخارجه، وشخصيته الهادئة والمحترمة التي طالما كانت مثالاً يحتذى به. وداعًا يا ساحر خط الوسط، وداعًا يا أسطورة ريال مدريد.
اقرأ أيضا
نجم ريال مدريد ينقذ ميركاتو برشلونة بانتقال تاريخي إلى ليفربول
ريال مدريد وباريس يراقبان.. وكوناتي يدخل أولويات ليفربول في الصيف
التعليقات السابقة