رحيل كيليان مبابي عن باريس سان جيرمان صيف 2024 إلى ريال مدريد في صفقة انتقال حر كان أحد أكثر القرارات إثارة للجدل في عالم كرة القدم الحديث.
المفارقة التاريخية جاءت عندما توج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه عام 2025، في الموسم الأول بعد رحيل نجمه الأبرز، مسجلاً فوزاً ساحقاً 5-0 على إنتر ميلان في النهائي.
وعلى الجانب الأخر ودع مبابي مع فريقه الجديد ريال مدريد الإسباني، دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي أمام أرسنال الإنجليزي، بالخسارة في مجموع المباراتين (5-1).
مبابي، الذي سجّل 255 هدفًا في 306 مباراة مع باريس سان جيرمان، كان القلب النابض للهجوم الباريسي، هذا الاعتماد المفرط على لاعب واحد كان كفيل بجعل الفريق عرضة للانهيار بعد رحيله، ولكن ما حدث على العكس تماما.
التحول التكتيكي بعد رحيل مبابي:
إنريكي استغل الفرصة لتطبيق فلسفة لعب جماعية، حيث اعتمد على تشكيلات متنوعة واستراتيجيات مرنة، مما جعل الفريق أكثر صلابة وتوازنًا. ظهر ذلك جليًا في أداء الفريق خلال دوري الأبطال.
-تحول الفريق من الاعتماد على النجوم إلى اللعب الجماعي، حيث أصبح كل اللاعبين في خدمة الفريق وليس العكس.
-تطبيق ضغط عالي متكامل من جميع اللاعبين بما فيهم المهاجمين، وهو ما كان يرفضه مبابي، وهو ما فشل فيه أيضا في ريال مدريد.
-نظام هجومي متنوع لم يعد يعتمد على فرد واحد، مما جعل الفريق أقل قابلية للتوقع
إحصائيات الفريق في دوري أبطال أوروبا بعد رحيل مبابي:
سجل الفريق 32 هدفاً في دوري الأبطال (بزيادة 7 أهداف عن الموسم السابق).
5 لاعبين سجلوا 5 أهداف أو أكثر في البطولة (مقابل 3 فقط في موسم مبابي الأخير).
التأثير النفسي والإداري لرحيل مبابي:
-تحرير غرفة الملابس.. اختفاء التمييز بين النخبة وباقي اللاعبين الذي كان يسببه وجود نجم بحجم مبابي، كما ازدهارت قيادات جديدة مثل عثمان ديمبيلي الذي تحول إلى قائد متوهج بعد أن كان "لاعباً زجاجياً" في برشلونة.
-سياسة النادي الجديدة.. تحول التركيز من جذب النجوم إلى بناء فريق متجانس، مع توفير المرتبات الضخمة التي كانت تدفع لمبابي لتعزيز عمق التشكيلة، ليتحول الفكر من تجميع النجوم لتكوين فريق متناسق فنيا.
النتائج بعد رحيل مبابي:
رباعية تاريخية: دوري الأبطال، الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر الفرنسي 8.
فوز ساحق 5-0 على إنتر ميلان في نهائي دوري الأبطال، أكبر فوز في نهائي منذ 1994.
أفضل دفاع في البطولة الأوروبية بتلقي 4 أهداف فقط في 8 مباريات، وتحديدا في المراحل الاقصائية، والتي كان يعاني فيها الفريق خلال السنوات الماضية.
مقارنة بأداء مبابي في ريال مدريد:
فشل مبابي في قيادة ريال مدريد لأي لقب كبير (خسارة الدوري وكأس إسبانيا والسوبر، مع الخروج من دوري الأبطال في ربع النهائي) .
رحيل مبابي، رغم كونه خسارة فنية كبيرة، كان الشرارة التي أطلقت مشروعًا جديدًا في باريس سان جيرمان، قائمًا على الجماعية والتوازن والاستثمار الذكي. والنتيجة: فريق أكثر قوة وتماسكًا، قادر على تحقيق الإنجازات الكبرى
اقرأ أيضا
التعليقات السابقة