تتواصل تبعات أزمة رينان لودي مع نادي الهلال بعد قراره المفاجئ بفسخ عقده من طرف واحد، في خطوة أحدثت جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي السعودي، خصوصًا وأنها جاءت في وقت حرج من الموسم.
السبب المباشر وراء قرار لودي كان استبعاده من قائمة الفريق المشاركة في دوري روشن السعودي، دون أخذ موافقته أو إبلاغه بشكل رسمي، وهو ما اعتبره اللاعب إخلالًا بالعقد وقلل من احترامه كمحترف.
هذا الموقف أعاد للأذهان ما حدث مع الأهلي الموسم الماضي حين استبعد النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو من قائمة الفريق المحلية، لكنه استُخدم في البطولة الآسيوية فقط، دون أن تحدث أي أزمة مشابهة.
الفرق الجوهري بين الحالتين هو أسلوب الإدارة والتواصل، حيث أدار الأهلي الملف بحكمة كبيرة وباحترافية، ونجح في تفادي أي توتر داخل الفريق أو تصعيد إعلامي، بعكس نادي الهلال.
تعامل الأهلي مع فيرمينو
مدرب الأهلي آنذاك، ماتياس يايسله، هو من قرر استبعاد فيرمينو محليًا لأسباب فنية وتكتيكية، لكنه لم يفعل ذلك بشكل منفرد أو صامت، بل تحدث مع اللاعب مباشرة وبصراحة.
يايسله قال في تصريحات موثّقة:"استبعاد فيرمينو من قائمة الدوري والاكتفاء بمشاركته في دوري أبطال آسيا كان قراراً صعباً، تحدثت معه لكنه تعامل مع الموقف باحترافية عالية".
وأضاف يايسله:"أخبرته أن كل كلمات الشكر لم تكن كافية، لم يشتكِ لحظة واحدة، وقدم مستوى رائعاً استحق عليه جائزة أفضل لاعب في البطولة".
هذا التعامل المهني والنفسي من قبل المدرب والإدارة، جعل اللاعب يشعر بالاحترام والثقة، رغم خروجه من القائمة المحلية، وهو ما ساعد في الحفاظ على استقراره النفسي ومستواه الفني.
النتيجة كانت واضحة: فيرمينو قاد الأهلي لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وكان أحد أبرز النجوم في مشوار التتويج، دون أن يسمع أحد بشكوى أو تلميح سلبي منه.
خطأ الهلال الذي وقع فيه
في المقابل، وقع الهلال في ما يمكن وصفه بـ"الخطأ القاتل"، حين أبعد لودي من القائمة دون التواصل المباشر أو التنسيق المسبق، وهو ما أفسد العلاقة تمامًا.
لودي شعر بالتهميش وفقدان الثقة، ليقرر الرد بأقوى طريقة ممكنة: فسخ العقد من طرف واحد، مستندًا إلى بند يتيح له ذلك حال عدم التزام النادي ببعض الشروط.
الأزمة لم تتوقف عند خسارة لاعب مهم، بل قد تُعرض الهلال إلى عقوبات أو تبعات قانونية ومالية، إذا ما تم تصعيد الأمر إلى "فيفا" أو الجهات المختصة.
وبينما استطاع الأهلي أن يستثمر النجم فيرمينو قارياً ويحافظ على الاستقرار الداخلي، فإن الهلال خسر لاعباً بحجم لودي بلا مقابل، فقط بسبب سوء إدارة الموقف وضعف التواصل.
الأزمة الحالية تسلط الضوء على أهمية الاحترافية في التعامل مع اللاعبين الكبار، وضرورة احترامهم وإشراكهم في القرارات المؤثرة على مسيرتهم، خصوصًا في زمن الاحتراف الكامل.
وفي النهاية، ما فعله الأهلي مع فيرمينو هو المثال الأفضل على كيفية اتخاذ قرار صعب دون أن يتحول إلى أزمة، بينما يُظهر تصرف الهلال عكس ذلك تمامًا، والنتيجة كانت مكلفة.
اقرأ أيضا
رد رسمي من الهلال بعد فسخ عقد لودي.. أزمة تضرب استقرار قلعة الزعيم
الهلال يمنع محترف الاتحاد من المشاركة ضد الوحدة في نخبة آسيا .. غياب صادم
التعليقات السابقة