في سن الأربعين، أثبت لوكا مودريتش أن العمر مجرد رقم، حيث تحول من لاعب "بديل" في أواخر أيامه مع ريال مدريد إلى الركيزة الأساسية الأولى في تشكيلة ماسيميليانو أليجري مع ميلان.
والمثير للدهشة أن الكرواتي شارك أساسياً في جميع مباريات الدوري الإيطالي الـ15 هذا الموسم، ولعب 90 دقيقة كاملة في 13 مباراة منها، متفوقاً في دقائق اللعب (1325 دقيقة) حتى على حارس المرمى ماينان.
هذه الاستمرارية التي وُصفت بالمستحيلة في مدريد، جعلته "ملك الوسط" في إيطاليا، حيث حصل على خامس أفضل تقييم بين لاعبي الوسط في الكالتشيو، متفوقاً على أسماء شابة وبفارق ضئيل عن المتصدرين مثل كالهان أوجلو وباريلا.
المفارقة المؤلمة: ضياع البوصلة في مدريد
بينما يتألق مودريتش في إيطاليا محققاً هدفاً وتمريرتين حاسمتين، يمر ريال مدريد بمرحلة تخبط فني وقيادي واضحة.
وتشير التقارير القادمة من "فالديبيباس" إلى أن غياب مودريتش لم يكن خسارة فنية فحسب، بل ترك فجوة هائلة في "غرفة الملابس" التي باتت تفتقر للشخصيات المحورية والمخضرمة القادرة على توجيه النجوم الشباب.
ومع إصابة كارفاخال ورحيل لوكاس فاسكيز لليفركوزن، فقد الميرنغي الحرس القديم الذي كان يضمن بقاء الفريق على الطريق الصحيح، وهو ما يفسر الصعوبات التي يواجهها النادي حالياً في بناء الهجمات وضبط إيقاع اللعب.
كواليس الرحيل وقرار الإدارة الصادم
رغم إصرار أنشيلوتي ودعم اللاعبين لبقاء مودريتش لعام إضافي، إلا أن إدارة فلورنتينو بيريز اتخذت قراراً نهائياً برفض التجديد في ربيع 2024، رغبةً منها في إعادة هيكلة خط الوسط بالاعتماد الكلي على الرباعي (تشواميني، كامافينجا، فالفيردي، وجولر).
ورغم عرض مودريتش تخفيض راتبه عدة مرات لينهي مسيرته في البرنابيو، ورغم رغبة المدرب الحالي تشابي ألونسو في الاحتفاظ بخبرته، إلا أن خطة "التجديد الجذري" انتصرت.
والآن، يشاهد العالم مودريتش وهو يستمتع بكرته في دوري تنافسي وصعب، تاركاً خلفه نادياً يكافح لإيجاد هوية قيادية جديدة في وسط الملعب.
اقرأ أيضا
التعليقات السابقة