لم تكن فرحة ليفربول بالفوز الثمين على ولفرهامبتون في الجولة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي مجرد احتفال بنقاط ثلاث، بل تحولت إلى تظاهرة إنسانية جسدت شعار النادي الشهير "لن تسير وحدك أبداً".
وعقب صافرة النهاية، خطف القائد الهولندي فيرجيل فان دايك قلوب المشجعين حول العالم بمقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، وهو يصطحب أطفال زميله الراحل ديوجو جوتا إلى أرضية الملعب.
في مشهد امتزجت فيه مشاعر الحزن بالوفاء، أثبت فان دايك أن دور القائد يتجاوز توجيه اللاعبين تكتيكياً، ليصل إلى احتواء عائلات رفاقه الذين غادروا عالمنا، مؤكداً على الروابط العميقة التي تجمع أعضاء الفريق الكتالوني خارج حدود المستطيل الأخضر.
لحظات عفوية وكرة قدم وسط الدموع
في تفاصيل الواقعة التي تلت فوز ليفربول الصعب في "البريميرليج"، توجه فان دايك مباشرة نحو عائلة النجم الراحل جوتا التي كانت متواجدة في المدرجات.
وبدلاً من الاكتفاء بالتحية التقليدية، قرر المدافع العملاق اصطحاب الأطفال إلى العشب الأخضر، حيث بدأ بمداعبتهم واللعب معهم بالكرة أمام آلاف المشجعين الذين بقوا في مقاعدهم لمشاهدة هذه اللحظة الاستثنائية.
وبدا الأطفال في حالة من السعادة الممزوجة بالبراءة وهم يركضون خلف الكرة مع قائد "الريدز"، في مشهد أعاد للأذهان الذكريات الجميلة التي صنعها والدهم بقميص النادي في هذا الملعب العريق.
مقطع إنساني رائع.. فان دايك يصطحب أطفال زميله الراحل جوتا إلى أرضية الملعب ويلعب معهم بالكرة! 🥹❤️ pic.twitter.com/gBeEQtih50
— EPL World (@EPLworld) December 28, 2025
رسالة فان دايك للعالم الرياضي
تعكس هذه المبادرة الشخصية القوية والرصينة لفيرجيل فان دايك، الذي يُنظر إليه كأب روحي لغرفة ملابس ليفربول.
ويرى المحللون أن قيام القائد بهذا الفعل عقب مباراة بدنية شاقة وفي ظل ضغوط المنافسة المحتدمة على الصدارة، يبعث برسالة هامة حول أهمية الدعم النفسي والاجتماعي داخل المنظومة الرياضية.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها لاعبو ليفربول تضامناً مع عائلة جوتا منذ رحيله، إلا أن عفوية فان دايك وتخصيص وقته للأطفال وسط احتفالات الفوز جعلت من هذه اللقطة مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية التي أشادت برقي التعامل الإنساني في الدوري الإنجليزي.
تفاعل جماهيري وتاريخ لا يُنسى
ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات المؤثرة عقب انتشار المقطع، حيث اعتبر المغردون أن ما فعله فان دايك هو أفضل رد على من يرى كرة القدم مجرد تجارة أو صراع مادي.
وأكد المشجعون أن مثل هذه المواقف هي التي تصنع هوية الأندية الكبرى وتجعل الارتباط بها يتجاوز النتائج الفنية.
وسيبقى هذا المشهد محفوراً في ذاكرة أطفال جوتا، الذين وجدوا في زملاء والدهم السند والاحتواء في أصعب أوقاتهم، مما يعزز من مكانة فان دايك ليس كأفضل مدافع في العالم فحسب، بل كأحد أكثر الشخصيات الرياضية تأثيراً وإنسانية في العصر الحديث.
اقرأ أيضا
التعليقات السابقة