الشخص الذكي هو من يستطيع الاستفادة من تجارب الآخرين ليحقق النجاح في حياته، وهي المقولة الأمثل التي تنطبق على الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريـال مدريد الإسباني في مواجهة الأندية الكبيرة.
يمكننا مشاهدة تطبيق ريـال مدريد لأسلوب الضغط الأمثل الذي طبقه روما أمام برشلونة في إياب دور ربع النهائي، ليعيد تطبيقه أمام بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
نرى من تشكيل بايرن ميونخ في بداية المباراة، بأن يوب هاينكس كان يريد الهجوم منذ الدقيقة الأولى والضغط على دفاع ريـال مدريد، في المقابل فإن زيدان كان هدفه الضغط استخدام أسلوب روما في الضغط كما فعلوا في مباراة برشلونة.
عندما نستعيد مباراة إياب لروما أمام برشلونة في الأولمبيكو، فنجد أن دي فرانشيسكو مدرب روما، اعتمد على تكليف كل لاعب من روما بالضغط على لاعب من برشلونة، سواء كان يحمل الكرة أم لا، فكنا لا نرى إلا الحارس تير شتيجن فقط هو الوحيد الذي يمتلك الكرة بدون ضغط، فكان يضطر إلى الكرات العالية، والتي كان يستخلصها دفاع روما بسهولة.
وهذا ما اعترف به مدرب برشلونة فالفيردي بعد المباراة، بأنه افتقد الحلول لرقابة رجل لرجل التي فرضها لروما، وعدم ترك لاعب يستلم الكرة بدون ضغط سوى تير شتيجن.
*تطبيق أسلوب روما من زيدان:
وحاول زيدان تطبيق أسلوب روما، في مباراة بايرن ميونخ أمس، بتكليف كل لاعب بالضغط على لاعب من الخصم سواء كان يحمل الكرة أما لا، منهم فاسكيز وإيسكو على طرفي الملعب ورونالدو بمساعدة مودريتش في الضغط على قلبي الدفاع لبايرن، وتكليف كل لاعب من وسط الملعب، بمراقبة لاعب من الخصم.
*ضغط هاينكس الهجومي:
في الجهة المقابلة فإن هاينكس حاول تطبيق نفس الأسلوب منذ بداية المباراة ولكن في الناحية الهجومية فقط، بمعنى أنه اعطى تعليمات للرباعي روبين وليفاندوفيسكي ومولر وريبيري بالتواجد في مواجهة لاعب للاعب مع دفاع ريـال مدريد مارسيلو وراموس وفاران وكارفخال، وبالتالي إرباكهم في التمركز الدفاعي وفتح المساحة لخاميس على حدود منطقة الجزاء.
واعتمد هاينكس على استغلال المساحات بين خطوط ريال مدريد، سواء بوجود خاميس بين خطي وسط ودفاع نادي ريـال مدريد، أو تياجو ألكانتار بعد نزوله بين هجوم و وسط النادي الملكي، وهو ما جعل ريـال مدريد يعاني كثيرًا في الشوط الأول تحديدًا، حتى دخول ماركو اسينسيو في الشوط الثاني، والذي جعل ريـال مدريد يغلق نسبيًا بعض المساحات بين الخطوط، واستغلال الهجمات المرتدة بالشكل الأمثل.
*عزل رونالدو:
يمكن اعتبار الخطأ الأكبر لزيدان في التشكيل هو تواجد رونالدو بمفرده في الجانب الهجومي لريـال مدريد، وتواجد إيسكو واسينسيو على الأطراف لمساندة مارسيلو وكارفخال أمام روبين وريبيري، وبوجود خاميس ومارتينيز في وسط الملعب فقط، أصبحت مهمة مودريتش هي مساندة رونالدو في عملية الضغط.
ولكن في الحالة الهجومية دائمًا ما يريد رونالدو أحد المهاجمين بجانبه وتحديدًا بنزيما، لأن التفاهم بين الثنائي، يسمح لرونالدو إيجاد المساحات بحرية في دفاع الخصم مع تواجد بنزيما، وهو ما افتقده البرتغالي حتى آخر 20 دقيقة عندما دخل بنزيما بدلًا من كارفخال، لنجد رونالدو يصل لمرمى بايرن ميونخ في أكثر من لقطة.
*إصابة روبين أفادت بايرن ميونخ:
لا يمكن الاستهانة بتفكير هاينكس الهجومي أمام ريـال مدريد منذ بداية المباراة، ولكن في نفس الوقت نستطيع قول بأن إصابة روبين ودخول ألكانتارا أفاد بايرن قليلًا وأعاد التوازن لوسط الملعب في مواجهة ثلاثي ريـال مدريد، لأنه في حالة استمرار تواجد روبين، كنا سنجد بايرن خطير في الحالة الهجومية، ولكن دفاعيًا كان سيسطر وسط ريـال مدريد على وسط الملعب بسهولة لوجود خافي مارتينيز فقط في الوسط والذي يتميز بالحالة الدفاعية.
يمكن اعتبار النقطة الأهم في هزيمة بايرن ميونخ، هو الانهيار والتفكك بشكل كبير بعد هدف ريـال مدريد الاول والثاني، على عكس النادي الملكي، عندما لم ينهار كثيرًا واستمر تركيز اللاعبين حتى إحراز هدف التعادل، وهذا هو العامل النفسي الذي عمل عليه زيدان منذ توليه مسئولية النادي الملكي منذ أكثر من عامين.
اقرأ أيضا
تقارير.. ليفربول لن يوافق على بيع صلاح لريال مدريد بأقل من 200 مليون استرليني