تعرض نادي مانشستر سيتي، للهزيمة، أمس الجمعة، أمام ولفرهامبتون، بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة أقيمت على ملعب الأخير، ضمن منافسات الجولة التاسعة عشر من الدوري الإنجليزي.
ونجح المدير الفني بيب جوارديولا في تحقيقه إنجازات تاريخية، طيلة مشواره التدريبي، بصناعته الجيل الذهبي في برشلونة، ثم الانتقال إلى تدريب بايرن ميونيخ، الفترة التي لم تشهد تحقيقه نجاحات كبيرة، والآن في مانشستر سيتي، حيث السيطرة على كل البطولات المحلية الموسم الماضي، والفوز بلقب البريمرليج، آخر موسمين.
التاريخ الذي كتبه المدرب الإسباني، لم يكن يومًا من قبيل الصدفة، حيث خلق جوارديولا أسلوب لعب مميز، وطريقة فريدة من نوعها، تعتمد على نسب الاستحواذ العالية، والتمريرات الدقيقة السريعة، الأمر الذي يحتاج إلى لاعبين بخصائص معينة، من نوعية أندرياس أنييستا وتشافي هيرنانديز، في برشلونة.
استطاع بيب مع ناديه الكاتالوني في صناعة جيل لا يصدق، كان على رأس نجومه ليونيل ميسي، ويكاد من المستحيل أن يتكرر مثل هذا الجيل مرة أخرى، ونحن هنا نشير إلى موسم 2009، حين حصل الفريق على السداسية الشهيرة، ونجح في اقتناص الألقاب المحلية والأوروبية، فضلًا عن كأس العالم للأندية.
بعد النجاحات منقطعة النظير، قرر جوارديولا محاكاة طريقته في مغامرة جديدة، حيث ارتحل إلى الدوري الألماني، وتحديدًا للنادي البافاري في ميونيخ، وهناك، فاز بالدوري الألماني في أكثر من مناسبة، لكنه فشل في كل مرة، بدوري أبطال أوروبا، لاعتبارات عديدة، ربما يأتي عدم تواجد أمثال ميسي وتشافي وأنييستا في فريقه، فضلًا عن ضعف المنافسة في البوندسليجا، هذا بجانب، قدرة المدربين الخصوم على حفظ طريقة بيب، التي أصبحت قابلة للكسر.
التجربة الألمانية توقفت عند هذا الحد، وتقدم مانشستر سيتي، بعرض مغري للمدرب الإسباني، الأمر الذي قابله بالموافقة، وفي إنجلترا، فشل جوارديولا في موسمه الأول، لأنه على الأغلب، احتاج إلى الكثير من الوقت حتى يستوعب نجوم فريقه، أسلوبه المميز، كما أن بيب اضطر إلى إبرام صفقات جديدة، للاعبين، من شأنهم مساعدته على تطبيق التيكي تاكا.
وفي موسميه الثاني والثالث، تفوق بيب على نفسه، ورد بقوة على الانتقادات القاسية التي هاجمت أسلوبه وعناده، ولكن.. بعد البداية السيئة في المنافسات المحلية بالموسم الجاري، عادت الانتقادات من جديد، تطول جوارديولا، وتؤكد أن طريقة التيكي تاكا انتهت، وكتبت بنفسها شهادة وفاتها للأبد.
يعلق جيرارد بيكيه، أحد نجوم السداسية التاريخية، على أسلوب جوارديولا، بقوله: "لقد مررنا في سنوات طويلة، بالمبالغة في أسلوب لعبنا، للدرجة التي جعلتنا عبيدًا له، وفي كرة القدم، يتوجب علينا التطور كل موسم، لأن الخصوم تعرف طريقتنا، وتحفظها".
تظهر الإحصائيات والأرقام أن الأندية الأوروبية الكبرى، باتت تملك نسبة استحواذ أقل بكثير من تلك التي اشتهر بها جوارديولا، وحتى الفرق المنافسة التي حاولت اتباع طريقته، في أوقات سابقة، الأمر الذي يؤكد أن التيكي تاكا، أصبحت طريقة غير مرغوبة، وتحاول العديد من الأندية، لفظها وإبعادها عن الفريق.
وفقًا لصحيفة ماركا الإسبانية، ننقل لكم الانخفاض الشديد في نسب استحواذ أكبر أندية أوروبا في دوري الأبطال:
- برشلونة: في آخر مواسم جوارديولا، كانت نسبة الاستحواذ 73%، وأصبحت في الموسم الجاري 57% فقط.
- بايرن ميونيخ: لم يختلف الوضع، حيث وصلت نسبة الاستحواذ على الكرة إلى 71% خلال الموسم الأخير للمدرب الإسباني، والآن: 57%.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، تشير الإحصائيات إلى أن ريال مدريد وصلت نسبة استحواذه على الكرة في الموسم الماضي من أبطال أوروبا، حين خرج على يد أياكس، إلى 62%، وفي الوقت الذي كان الريال بطلًا متوجًا في أوروبا، لم تتخط نسبة استحواذ الفريق 60%.
والآن، أصبح المدير الفني بيب جوارديولا، المدرب الوحيد الذي يعتمد على طريقة التيكي تاكا، وسط انتقادات قوية له، من أجل تخلصه من طريقته المعتادة، في بعض المباريات على أقل تقدير، حيث يصعب للغاية، الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، بالعناد والإصرار غير المنطقي، على تكتيك لعب، ربما انتهى أمره للأبد، تمامًا كما حدث مع أسلوب الكرة الشاملة.
اقرأ أيضا
كارثة في دفاع مانشستر سيتي.. وجوارديولا يحسم أمر "ضم صفقات جديدة"
