يثير انتشار فيروس كورونا القلق والذعر حول العالم، خاصة مع وصوله إلى كرة القدم، وإصابته العديد من أفراد المنظومة الرياضية، وتسببه كذلك في توقف النشاط الكروي.
النادي الكاتالوني أعلن بعد تأجيل منافسات الدوري الإسباني إلى أجل غير مسمى، إيقاف نشاطه الرياضي، وإغلاق مقراته التدريبية، وعزل اللاعبين ذاتيًا في منازلهم، شأنه شأن ريال مدريد، وبقية أندية الليجا.
أحدث انتشار كورونا أزمات اقتصادية قوية، بسبب توقف النشاط، بالتالي الخسارة ماديًا من بيع تذاكر حضور المباريات، وعوائد البث التليفزيوني، وحقوق الرعاية والإعلان، وغيرها.
وعاش الناديين الملكي والكاتالوني أيامًا صعبة بسبب تأثيرات كورونا السلبية على الموارد الاقتصادية، ولكن نهاية القصة اختلفت في مدريد، عنها بإقليم كاتالونيا، وفقًا لما يمكن تخيله، عطفًا على البيانات الرسمية، والتقارير الصحفية.
*كل ما ذكر في القصة التالية من وحي خيال الكاتب، وليس له علاقة مباشرة بالواقع"
صورة (1) - في مقر تدريبات برشلونة
"علم جوسيب بارتوميو، رئيس النادي الكاتالوني أن الاتحاد الإسباني قرر إيقاف النشاط الرياضي بأكمله، وقرر الرئيس أن يبلغ اللاعبين بنفسه في مقر التدريبات، إنه أراد أن يعرف ردود أفعالهم عن قرب، لقد درس بارتوميو بخبرته الإدارية، الآثار المحتملة لهذا التوقف والتأجيل غير المتوقع، وبالطبع غير المرحب به".
"التقطت كاميرات الصحافة تعبيرات الصدمة على وجوه نجوم البرسا، بات بوسكيتس يعرف بأنه سيظل في منزله فترة طويلة، وتأكد جريزمان بأنه عالق في مدينة برشلونة التي لم يعتاد على أجوائها بعد، وأخذ ميسي يفكر كيف يكمل حياته دون كرة القدم، لكن بالطبع فكر أحدهم أو جميعهم، في رواتبهم، هل سنحصل على أجورنا دون أن نؤدي عملنا".
"الصدمة كانت لسبب وجيه، لقد شعر اللاعبون في حديث بارتوميو الخاص، بأن أمرًا ما كارثيًا سيصل مداه إليهم، إن الأمر لا يتعلق بفيروس قاتل ينتشر في البلاد، لأننا قادرون على عزل أنفسنا جيدًا، والجلوس في المنازل طيلة الوقت، هكذا فكر اللاعبون، وهذا ما تعني نبرة الرئيس، على الأرجح".
صورة (2) - في مقر تدريبات ريال مدريد
"تناقلت الصحف الإسبانية في مران النادي الملكي الذي أقيم في الـ11 من مارس الجاري، خبر عودة فرانشيسكو إيسكو، وجاهزيته التامة للمشاركة ضد إيبار في منافسات الليجا، ولكنه ينتظر إشارة المدير الفني زين الدين".
"لم يكن المدرب الفرنسي مهتمًا بعودة متوسط ميدانه المتألق، لقد وصلت إليه مكالمة هاتفية غريبة، فلورينتينو بيريز رئيس النادي هو المتصل، أخبره أن ثمة ما فيروس لعين ينتشر بسرعة قصوى في البلاد، وأننا سنعلق تدريبات الفريق الأول، بدءًا من صباح الغد".
"سأل زيدان رئيسه، هل ستزور المران سيد بيريز من أجل إبلاغ اللاعبين بخبر التوقف؟ هكذا اعتقد زيزو، لكن الرئيس أخبره أنه لا داع للحضور، كما طلب منه أن يخبر اللاعبين بهذا القرار، بعد نهاية التدريبات الجماعية".
"لقد شعر بيريز فور أن أنهى مكالمته مع زيدان، بأنه توقف طارئ، وأن الأمور سريعًا ما ستعود إلى طبيعتها، قرر أن يمنح زيدان فرصة الحديث مع اللاعبين، لأنه لم يرى في قرار تعليق النشاط ما يثير القلق الشديد، أو ما يمهد إلى حدوث كارثة في نادي العاصمة، لقد أخذ بيريز كل احتياطاته، وأمسك هاتفه ونظر إلى صورة ما، ابتسم ببرود، وأغلق هاتفه".
صورة (3) - صورة أرشيفية تجمع ليونيل ميسي، برئيس ناديه، جوسيب بارتوميو:
"أوضحت صحيفة سبورت أن جوسيب بارتوميو، عقد جلسة خاصة مع ليونيل ميسي، بوصفه قائد الفريق الأول لكرة القدم في نادي برشلونة".
"أخذ ليونيل يفكر مليًا، طيلة الوقت الذي احتاجه حتى يصل إلى منزل بارتوميو، لماذا يريد مني الرئيس الجلوس في مثل هذه الظروف، حقًا، أيفكر في الحديث عن تجديد العقد في الوقت الذي يشعر فيه الجميع بالقلق والرعب، لا أعتقد ذلك، ولن أجري معه أي مفاوضات في الوقت الراهن".
"لقد انتهت أزمتي مع أبيدال، ماذا يريد إذن. وصل ميسي إلى منزل الرئيس، صافحه عن بعد، ومازحه بارتوميو وعلى وجهه ابتسامة صفراء، بدا يتصبب عرقًا بينما كان الجو شديد البرودة، لقد شعر الأرجنتيني الذكي بأن هناك كارثة ما في الأرجاء".
"حاول بارتوميو أن يخبر ميسي بطريقة تدريجية بأنه هناك خصم في رواتب اللاعبين سيصل إلى 70%، وظل ميسي يهز رأسه بما يعني أنه يفهم وينتظر المزيد والمزيد من التوضيح، في نهاية الجلسة، أخبر ميسي بارتوميو، بأنه سيتحدث مع اللاعبين عبر واتساب، وسيعود له مجددًا ليخبره بالموافقة أو الرفض".
"لم ينتظر ميسي العودة لمنزله حتى يخبر زملاءه في الفريق، لقد فتح هاتفه، وكتب رسالة مقتضبة عبر تطبيق واتساب، وانتظر رد اللاعبين، بعضهم أبدى موافقته، وآخرون رفضوا بشدة، بينما طلب البعض مهلة من الوقت، للتشاور مع مستشاريهم الماليين، ولم يبدي ميسي أي رد فعل على ردود أفعالهم".
"استيقظ اللاعبون في برشلونة على بيان رسمي، يعلن فيه بارتوميو خصم الرواتب، لقد أثار الأمر غضبهم بشدة، لماذا يصدر مثل هذا القرار دون أن ينتظر موافقتنا النهائية، لماذا لم يحدث مثل هذا الأمر في ريال مدريد، ألم يتوقف نشاطهم الرياضي كذلك. قرأ ميسي الرسائل الغاضبة من اللاعبين، واكتفى بذلك".
صورة (4) - صورة أرشيفية يظهر خلالها نجوم ريال مدريد سعداء بينما بيكيه محبط:
"كريم، هل تقرأ الأخبار التي تخرج من برشلونة.. هكذا أرسل راموس إلى بنزيما الذي بدا غير قلق على الإطلاق، إنه من المقربين لدى بيريز، ويعرف جيدًا كيف يفكر، وماذا سيقرر".
"لقد ضحك راموس بشدة حين قرأ في الصحافة الإسبانية بأن نجوم برشلونة غاضبون من أن الريال لم يصدر مثل هذه القرارات، ولكنه أراد أن يقطع كل الشكوك باليقين، ولذلك أجرى مكالمة ودية ببيريز".
"أخبرني سيدي الرئيس هل سنضطر إلى خصم جزء من رواتبنا، أحب بيريز سؤال راموس شديد الوضوح، ولكنه لم يجيبه بنعم أو لا، لقد أخبره مازحًا: عليك أن تشكر كريستيانو رونالدو، ويبدو أن قائد النادي الملكي فهم الإجابة، حتى أنه رد عليه: بالطبع، سنشكره جميعًا"
"لقد فهم راموس الأمر، إن الراتب المرتفع الذي كان يحصل عليه رونالدو منذ عام تقريبًا، 33 مليون يورو، كان يمثل عبئًا على إدارة النادي، لكن رحيل البرتغالي، ومعه في الفترة نفسها تقريبًا، بيبي، نافاس، وثيو هيرنانديز، جعل سقف الرواتب معتدلًا، خاصة أن الصفقات الجديدة كلها من اللاعبين الشباب الذين لن يحصلوا على نصف الأجر، رودريجو، فينيسيوس، ميليتاو، وميندي".
صورة (4) - صورة أرشيفية ترمز إلى، ميسي يعتذر لزملائه في برشلونة:
"أدرك ليونيل ميسي بأنه السبب الرئيسي في خفض الرواتب، إنه يحصل على راتب سنوي يصل إلى 40 مليون يورو، كيف للنادي أن يلتزم براتبه، وكذلك بأجور زملائه التي لم يصل أعلاها إلى نصف ما يتقاضاه الأرجنتيني".
"أرسل ميسي إلى زملائه عبر واتساب: أعتذر لكم عن خصم الرواتب، أنا معه، سأصدر بيانًا رسميًأ أؤيد خلاله قرار إدارة النادي. فهم البعض فحوى رسالة ميسي، بينما لم يصل إلى ذهن آخرين ما قصده نجمهم الأول".
في النهاية، أصدر نادي برشلونة بالفعل بيانًا أعلن خلاله خصم 70% من رواتب اللاعبين، حيث يتيح لهم القانون ذلك، بينما رد ميسي اليوم الإثنين، ببيان رسمي، يؤكد موافقته ودعمه للقرار، بينما لم يصدر ريال مدريد أية بيانات رسمية تتحدث بشأن خصم رواتب اللاعبين.
اقرأ أيضا
ريال مدريد يصطاد في ماء السيتي العكر.. 150 مليون يورو لحسم الصفقة الكبرى