دائمًا ما تحاول الأندية السعودية، الاقتداء بالفرق العالمية الكبرى، لكتابة التاريخ والسيطرة على البطولات والألقاب المحلية والقارية.
والسيطرة على البطولات والألقاب، يحتاج لعدة عوامل إدارية وفنية، يطبقها البعض ويتجاهلها آخرون سواء عن عمد أو غير قصد.
وهذه العوامل الإدارية والفنية؛ يمكن تلخيصها في 4 نقاط هامة، تكون الأساس في بناء فريق ناجح، يسيطر على الألقاب والبطولات..
- أولًا: الإندماج الكامل بين أعضاء مجلس الإدارة، والبعد عن الخلافات.
- ثانيًا: الاستثمار الجيد، الذي يوفر مبالغ هائلة وأموال تنعش خزينة النادي.
- ثالثًا: التعاقد مع صفقات كبرى، قادرة على قيادة الفريق الأول، لمنصات التتويج.
- رابعًا: بناء جيل شاب من أبناء النادي الموهوبين، يقودون الفريق 10 سنوات قادمة.
وإذا ما حدث خلل في واحد من هذه العوامل، فإنها قد تؤثر على نتائج الفريق الأول لكرة القدم، وبالتالي عدم تحقيق الألقاب والبطولات، سواء عاجلًا في الوقت الحالي، أو آجلًا في المستقبل القريب.
* عدوى برشلونة
والعملاق الإسباني برشلونة، أحد الفرق العالمية، التي تحاول فرق المملكة، الاقتداء بها في تحقيق البطولات والألقاب، لما حققه الكتالان من نجاح أبهر العالم، خلال السنوات القليلة الماضية.
ولكن، هذا النادي الإسباني العملاق، الذي كان بمثابة القدوة للجميعن وخاصة في عهد المدير الفني الشهير بيب جوارديولا، يتعرض لسلسلة هائلة من الهزات الإدارية والفنية، منذ عامين تقريبًا، أصاب بعضها الفرق السعودية، وخاصة الهلال والنصر.
ويستعرض "سعودي سبورت"، عدوى برشلونة الخطيرة للغاية، والتي أصاب الهلال والنصر، في الفترة الأخيرة..
- الهلال
مجد برشلونة، وبالتحديد في الفترة من 2005 إلى 2015، صنعه فريق يتكون 70% منه تقريبًا من أبناء النادي.
وفي العامين الأخيرين، أصبح برشلونة، يتخلى عن أبنائه، ولا يمنحهم الفرصة الكافية، للصعود إلى الفريق الأول لكرة القدم.
هذا الأمر انتقل إلى الهلال، بشكل أصبح يرعب جماهيره، خاصة أن الزعيم السعودي والآسيوي، اعتاد خلال السنوات الماضيةن تصعيد مواهب كانت العماد الرئيسي للمنتخب الوطني.
والهلال على الرغم من النقص العددي في خط الدفاع، لم يمنح موهبته متعب المفرج، الفرصة الكاافية، كما أنه أعار ذعار العتيبي، إلى التعاون، على الرغم من موهبته الكبرى، وعدم وجود بديل لسالم الدوسري، على الجناح الأيسر.
كما كان حمد العبدان، أحد أبرز المواهب السعودية، على أعتاب الرحيل إلى الغريم النصر، لعدم حصوله على فرصته في الفريق الأول للزعيم، لولا تدخل بعض الشخصيات الكبرى في أعضاء الشرف، لمنعه من المغادرة.
واعترف هذال الدوسري، مدرب الفئات السنية في الهلال، بأن سياسة الزعيم تغيرت في الفترة الأخيرة، وذلك بعدم الاستعجال في الدفع بالمواهب الشابة مع الفريق الأول لكرة القدم.
- النصر
أيضا، عُرِف عن برشلونة دائمًا، الاستقرار والتناغم الإداري، خاصة في عهد خوان لابورتا، أو ما يطلق عليه "الرئيس الذهبي".
والاستقرار الإداري، انتهى تمامًا في العامين الأخيرين من عهد الرئيس الحالي لنادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، وأصبحت الاتهامات متبادلة بين جميع أعضاء المجلس.
كما تغيرت السياسة الإدارية لبرشلونة في التعامل مع إدارات الأندية الأخرى، وخاصة في التفاوض على صفقات الميركاتو.
وخسر برشلونة، العلاقة الجيدة مع إدارة أتلتيكو مدريد، بعد الاتهامات الموجهة إلى مجلس بارتوميو، بالتفاوض مع اللاعب انطوان جريزمان سريًا، في الصيف الماضي، بالإضافة إلى أيضًا الزعم بتشجيع مسئولي الفريق الكتالوني، للبرازيلي فيليب كوتينيو، على التمرد ضد ليفربول، في يوليو 2017 ويناير 2018.
وخلال الساعات الماضية, سرب سعد بن ثابت آل مغني، عضو الشرف النصراوي السابق، معلومات عن مجلس إدارة ناديه، برئاسة صفوان السويكت، تفيد بأن السياسة التعاقدية الحالية، أصبحت مبنية على على تشجيع اللاعب على التمرد على ناديه، لفسخ عقده، ومن ثم قياد العالمي بالتعاقد معه.
وهذه التسريبات من آل مغني، ليست الأولى من نوعها، بل جاءت استكمالًا لسلة كبيرة من التسريبات، عن الخلافات الإدارية، والأزمات الاقتصادية التي تضرب نادي النصر، في عهد السويكت؛ على حد قوله.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل يكون توقف النشاط الرياضي الحالي، بسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد، فرصة أمام الهلال والنصر، لتصحيح أوضاعهما خلال الفترة القادمة، ومعالجة أخطاء الماضي، التي قد تؤثر عليهما عاجلًا أو آجلًا، والتخلص من عدوى برشلونة التي قد تكون أخطر على مستقبل عملاقي الرياض، من نتائج الوباء التاجي الجديد نفسه.
اقرأ أيضا
تبادل النجوم بين الهلال والنصر والأهلي.. "صفقة القرن الثلاثية" تقترب
"الهلال والنصر في أزمة آسيوية".. جدولة إنجليزية تنتظر دوري المحترفين