"تجريح واتهامات متبادلة وهجوم من الطرفين".. هكذا هو المشهد الحالي على الساحة الرياضية، بين عملاقي المملكة الهلال والنصر.
والتنافس الذي ظهر منذ القدم بين الهلال والنصر، وصل إلى أعلى درجاته خلال العامين الأخيرين، بعد الدعم الهائل من القيادة الرشيدة، للقطاع الرياضي، والذي أحدث طفرة هائلة في البطولات المحلية.
وارتبطت زيادة الإثارة بين الهلال والنصر، بشخصين أساسيين؛ هما: سعود آل سويلم وسامي الجابر، رئيسا العالمي والزعيم السابقين، على التوالي.
وحتى بعد رحيل الجابر، في مطلع موسم 2018-2019، وتولي الأمير محمد بن فيصل، خلفًا له، استمرت الإثارة الإعلامية، وتبادل الاتهامات والأحاديث النارية.
ولكن، مع نهاية الموسم الرياضي الماضي، وانتخاب مجالس إدارت جديدة لجميع الأندية، وقدوم فهد بن نافل وصفوان السويكت، إلى رئاسة الهلال والنصر، ظن الجميع أن الأمور سوف تهدأ كثيرًا.
وعلى الرغم من أن بن نافل والسويكت، لا يتحدثان كثيرًا في وسائل الإعلام أو السوشيال ميديا، إلا أن الإثارة الكروية، وتبادل الاتهامات ظلت هي اللغة السائدة، لعدة أسباب؛ على النحو التالي..
- وصول الهلال إلى مونديال الأندية، وكسره مقولة النصر "العالمية صعبة قوية".
- الأخطاء التحكيمية المتزايدة في البطولات المحلية، رغم الاعتماد على تقنية الفيديو "فار".
- المنافسة الشرسة بين الهلال والنصر، للفوز بملعب "محيط الرعب"، التي طرحته جامعة الملك سعود، لمنافصة جديدة.
ومع كل هذه الإثارة، تذكر البعض، المشهد الرائع الذي جمع بن نافل والسويكت، في مطلع الموسم الرياضي الحالي، وجلوسهما على طاولة واحدة، خلال احتفالية هيئة الرياضة – وزارة حاليًا –، بتأهل المنتخب الوطني تحت 23 سنة، إلى أولمبياد طوكيو.
وفي هذه الاحتفالية، تبادل رئيسا الهلال والنصر، الأحاديث الجانبية، في أجواء تسودها الروح الرياضية، وبعيدًا عن التعصب.
ويستعرض "سعودي سبورت"، في تقرير تخيلي، شكل الساحة الرياضية، إذا ظلت هذه الأجواء البعيدة عن التعصب بين الهلال والنصر، مع جلوس بن نافل والسويكت، على طاولة واحدة، طوال الموسم، وليس في حدث استثنائي فقط..
* أولًا: صفقات تبادلية
انتقال لاعبين من فريق إلى المنافس المباشر، أمر نظريًا مستبعد للغاية بين الهلال والنصر، بل في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، كان من الممكن أن تحدث بعض الصفقات التبادلية بين الهلال والنصر، في حال سادت العلاقات الودية بينهما، مثلما حدث في احتفالية المنتخب الأولمبي.
وعلى سبيل المثال، النجم نواف العابد، صانع ألعاب الهلال، والذي يعتقد مجلس إدارة الزعيم، بأنه لم يعد قادرًا على تقديم الإضافة للفريق، كان النصر من أكثر الراغبين في الحصول على خدماته، بل وتفاوض معه بالفعل.
ومن هنا، كان من الممكن أن يتعاقد النصر مع العابد، مقابل التخلي عن عبدالعزيز الجبرين، متوسط ميدان الفريق الأول لكرة القدم، إلى الهلال، خاصة أن هذا اللاعب يثير اهتمام الزعيم، منذ سنوات وحتى الآن.
* ثانيًا: أزمة العالمية
أيضًا، العلاقات الودية بين الهلال والنصر، كانت من الممكن أن تنهي الجدل، بشأن لقب "العالمي"، ومن الأحق به، خاصة بعد مشاركة الفريقين في كأس العالم للأندية.
وشهدت الأيام الماضية، تبادل السخرية بين حسابات الناديين الرسمية، على السوشيال ميديا، وإثارة مزيد من الجدل بشأن هذا الملف، مثلما حدث عندما أطلق الهلال على نفسه لقب "الزعيم العالمي"، أو عندما سمي النصر نفسه بـ"زعيم آسيا العالمي".
وباتفاق "جنتلمان" بين بن نافل والسويكت، كان من الممكن إغلاق هذا الملف نهائيًا، بأن لا يطلق أي طرف، لقب الفريق الآخر على نفسه، ويحتفظ كل منهما باسمه الذي ارتبط به منذ القدم، خاصة أنه لن يؤثر بأي حال من الأحوال على تاريخ العملاقين.
* ثالثًا: محيط الرعب
أكبر الأزمات التي اشتعلت بين الهلال والنصر، في عهد بن نافل والسويكت، هو الفوز بملعب "محيط الرعب"، بعد طرحه لمناقصة جديدة.
وهذه الأزمة، وصلت إلى حد الاتهامات المتبادلة، بالتلاعب في كراسات الشروط، لخدمة طرف على حساب الآخر.
وفي حال كان هناك علاقات جيدة بين العملاقين، فإن هذه الأزمة لم تكن لتظهر على الساحة من الأساس، بل على العكس، من الممكن أن يترك كل نادي "الاستاد"، للفريق الآخر.
بمعنى، إنه إذا فاز الهلال مثلًا بـ"محيط الرعب"، فكان من الممكن أن يترك النصر، يلعب عليه مبارياته الرسمية، في حال وجود أزمة في ملاعب العاصمة، التي تخضع للإصلاحات، مثلما حدث سابقًا.
وبالرغم من كل ذلك، إلا أن الحقيقة المؤكدة؛ هي أن الإثارة المصاحبة للمنافسات الكروية، تزيد من متعة اللعبة الأكثر شعبية، ولكن بشرط أن تكون بعيدة عن "التجريح والتشكيك في الذمم".
اقرأ أيضا
