عام 2019.. كان إحدى أفضل السنوات للهلال والنصر عبر التاريخ، وذلك بعد نجاحهما في تحقيق إنجازات وأمجاد كروية كبيرة.
والهلال نجح في التتويج بدوري أبطال آسيا 2019، بعد غياب دام ما يقرب من العشرين سنة، كما أنه شارك لأول مرة في تاريخه، ببطولة كأس العالم للأندية، الذي احتل فيها المركز الرابع.
أما النصر، فقد حصل على لقب أغلى نسخة في تاريخ دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، للموسم الرياضي 2018-2019، كما قدم واحدة من أفضل التشكيلات، ليس في تاريخ النادي فقط، ولكن في المسابقة المحلية عبر مر الأزمنة.
ولكن، المثير في الأمر أن هذا المجد الكروي للهلال والنصر في عام 2019، تزامن مع مجموعة من الصفقات المثيرة للجدل، والتي تحولت من لفظ "سرقة تاريخية" إلى "تعاقدات سحرية"، أضافت الكثير لعملافي الرياض.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كانت صفقات 2018-2019، في الهلال والنصر، بمثابة السرقة التاريخية؟
الروماني رازفان لوشيسكو، المدير الفني لنادي الهلال، لخص الإجابة على هذا السؤال، عندما قال في تصريحات لصحف بلاده، منذ أيام قليلة: "أموال الأندية السعودية أصبحت تغري الكثير من وكلاء اللاعبين، الذي يتلاعبون في الصفقات الوهمية".
* الهلال
البداية مع الهلال، الذي عقد مجموعة من الصفقات الكبرى، قبل انطلاق الموسم الرياضي 2018-2019، ولكن أكثرها جدلًا، كان التعاقد مع المهاجم الفرنسي بافتيمبي جوميز.
1/ بافتيمبي جوميز
في صيف 2018، وقع الهلال مع جوميز، قادمًا من جلطة سراي التركي، مقابل 8 ملايين يورو تقريبًا، في صفقة وصفها عدد من الإعلاميين بـ"السرقة التاريخية".
وهؤلاء الإعلاميين، زعموا بأن المهاجم الفرنسي، يُعاني من مرض "الصرع"، الذي يجعله يرتمي أرضًا أثناء سير المباراة، ويقوم بتصرفات غريبة.
إدعاءات مرض جوميز بـ"الصرع"، انتهت سريعًا، بعد أن برز النجم الفرنسي بشدة مع الهلال، بل أنه كان العنصر الأهم في فوز الفريق، بلقب دوري أبطال آسيا، عندما سجل 11 هدفًا، ليحصل على جائزتي "الهداف وأفضل لاعب في المسابقة".
* النصر
من ناحيته، فإن النصر، صنع فريقًا تاريخيًا في صيف 2018، بضم مجموعة من الأسماء العالمية؛ على رأسهم: النجم النيجيري أحمد موسى، والثنائي المغربي نور الدين أمرابط وعبدالرزاق حمد الله.
وبعيدًا عن النيجيري أحمد موسى، الذي كلف خزينة النادي 17 مليون يورو، ولم يقدم ما يشفع له، فإن صفقتي أمرابط وحمد الله، أثارتا جدلًا واسعًا؛ على النحو التالي..
1/ نور الدين أمرابط
اعترف النجم المغربي، منذ أيام قليلة، أنه يُعاني من تلف في الذاكرة، منذ الضربة التي تلقاها على رأسه، أمام منتخب إيران، في كأس العالم 2018 بروسيا.
تصريحات أمرابط الجريئة، جعلت عديد النقاد يتساءلون: كيف تجاوز اللاعب المغربي، الفحوصات الطبية في النصر، خاصة مع المبلغ الضخم الذي دفع للتعاقد معه، والمقدر بـ5.5 مليون يورو تقريبًا؟.
والنقاد أكدوا أن هذه الصفقة ومع اعترافات أمرابط، كادت أن تكون إحدى أكبر السرقات التاريخية التي يتعرض لها النصر، لولا الإبداع الفني الذي قدمه اللاعب، داخل المستطيل الأخضر.
وأمرابط البالغ من العمر 33 سنة، لعب مع نادي النصر، منذ الانضمام إليه في صيف 2018، قادمًا من واتفورد الإنجليزي، 58 مباراة رسمية في كافة المسابقات، سجل خلالها 9 أهداف، وصنع 19 آخرين.
2/ عبدالرزاق حمد الله
خلال مبارياته الأولى مع النصر، لم يتألق هذا المهاجم المغربي، ما جعل البعض يصف صفقته بـ"السرقة الجديدة التي يتعرض لها العالمي".
وصف صفقة حمد الله بذلك، جاء بسبب أن اللاعب عانى من إصابة، أبعدته عن الملاعب، لمدة عام كامل، قبل الانتقال إلى النصر.
حتى أن حمد الله، اعترف بنفسه، أن طبيبة قال له بعد هذه الإصابة: "لن تلعب كرة القدم مرة أخرى أبدًا".
ولكن، بالإصرار والتحدي والعزيمة، نجح حمد الله، في استعادة مستواه، وأن يصبح أحد أساطير نادي النصر، عبر التاريخ.
وحمد الله نجح في تسجيل 75 هدفًا، وصناعة 16 آخرين، خلال 60 مباراة فقط مع نادي النصر، في كافة المسابقات، كما حصل على لقب "هداف العالم 2019"، متفوقًا على المهاجم البولندي روبيرت ليفاندوفسكي، والأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي.
كل ذلك، يبين أن 3 صفقات في الهلال والنصر، تحولت في غضون عام واحد من لفظ "السرقة التاريخية" إلى "التعاقدات السحرية" التي قادت عملاقي الرياض للمجد الكروي.
اقرأ أيضا