عام من التقلابات الإدارية والفنية، مر على الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، بعد تولي مجلس إدارة صفوان السويكت، المسئولية رسميًا.
وفاز السويكت، برئاسة نادي النصر، في شهر يوليو 2019، بعد الحصول على أغلبية أصوات أعضاء الجمعية العمومية، ليخلف واحد من أبرز الشخصيات التي مرت على قلعة العالمي، وهو سعود آل سويلم.
وبداية السويكت، مع نادي النصر، كانت "ملتهبة للغاية"، حيث تعرض الرجل ومجلسه، إلى حملة هجوم عنيفة، بسبب عدم إبرامه صفقات كبرى، مثلما فعل سلفه آل سويلم.
وآل سويلم، الذي سبق السويكت، قام بغربلة كبرى في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، وغير أكثر من 10 لاعبين دفعة واحدة في موسم 2018-2019، وجلب صفقات أجنبية كبرى.
ولكن، بعد مرور الأيام، بدأت سياسة إدارة السويكت، تحظى بإعجاب عشاق نادي النصر، حيث رأوا أنها استكمالًا لخطة كبرى، بدأها آل سويلم.
وخطة النصر الكبرى، التي بدأت في عهد آل سويلم، ومستمرة حتى الآن، تعتمد على 4 مراحل أساسية؛ هي:
- أولًا: إحداث غربلة كبرى، في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، وضم صفقات كبرى.
- ثانيًا: خطف المواهب الصغيرة، بما يضمن السيطرة على البطولات لعشر سنوات قادمة على أقل تقدير.
- ثالثًا: تصعيد العناصر الشابة من الفئات السنية، إلى الفريق الأول لكرة القدم، وإعطاءهم دقائق لعب كثيرة.
- رابعًا: تحقيق الاستقرار الفني في العناصر الأجنبية بالفريق الأول لكرة القدم، وذلك من خلال التجديد لهم، والحفاظ عليهم لسنوات عديدة.
ويتضح من هذه الخطوات الأربعة، أن آل سويلم بدأ بوضع الأساس، بتنفيذ المرحلة الأولى وجزء من الثانية، بينما يستكمل السويكت باقي المراحل.
ولعل، آخر الضربات الذي حققها مجلس السويكت، هو التعاقد مع اللاعب الشاب سلطان العنزي، صانع ألعاب نادي القيصومة ومنتخب السعودية للشباب، أو بما يعرف عنه "الموسيقار"، وخليفة سلمان الفرج.
وسياسة آل سويلم والسويكت، تعيد للذاكرة ما حدث في نادي برشلونة الإسباني، قبل 16 سنة تقريبًا، عندما بدأ تجهيز الفريق الأسطوري، الذي سيطر على البطولات المحلية والقارية، لمدة عشر سنوات أو أكثر.
* تجربة برشلونة
ففي عام 2003، تم انتخاب خوان لابورتا، رئيسًا للعملاق الإسباني برشلونة، حيث استلم الفريق وهو غائب عن البطولات منذ أواخر التسعينيات.
ولكن، هذا الرجل نجح في بناء فريق أسطوري، من خلال عدة مراحل، تشبه ما يقوم به النصر، منذ عهد آل سويلم حتى السويكت؛ كالتالي:
- أولًا: تغيير أكثر من 15 عنصرًا في الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة.
- ثانيًا: التعاقد مع أكثر من لاعب موهوب، ليسوا أسماء الرنانة في كرة القدم، في ذلك الوقت.
- ثالثًا: الاعتماد على أبناء النادي، وتصعيد أكثر من عنصر شاب، أصبحوا عماد الفريق الأول.
- رابعًا: التعاقد مع مدير فني يستطيع تطبيق أسلوب الفريق، حيث تم اختيار الإسباني بيب جوارديولا، لهذه المهمة.
وكانت نتائج هذه الفلسفة، إنه منذ عام 2005 وحتى الآن، حقق برشلونة 34 لقبًا محليًا وقاريًا وعالميًا، بينهم 4 دوري أبطال أوروبا، و3 كأس العالم للأندية، ومثلهم في السوبر القاري.
كما اكتسح برشلونة، الغريم الأزلي الريال، في بطولة الدوري الإسباني، وحقق 10 ألقاب في آخر 15 سنة.
والمثير في الأمر، أن العملاق الكتالوني، بدأ في التراجع بشكل ملحوظ، في الفترة الأخيرة، عندما أصبح لا يعتمد على نفس السياسة، حيث تجاهل أبناءه، وأصبح يتعاقد مع نجوم كبار في السن.
والآن، السؤال الذي يطرح نفسه.. "هل تنجح هذه السياسة في النصر.. ويحقق الفريق أول لقب في دوري أبطال آسيا ويصل إلى العالمية الغائبة منذ أكثر من 20 سنة وينهي أسطورة الهلال المحلية؟".
اقرأ أيضا
نقاش مثير يؤكد انتقال فهد المولد إلى النصر.. "رغم نفي العالمي"