فشل منتخب الأرجنتين في تحقيق فوز مهم على آيسلندا في افتتاح مباريات المنتخبين بكأس العالم اليوم، ضمن مباريات المجموعة الرابعة.
وفشل الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي في إحراز أو صناعة أي أهداف خلال المباراة، على الرغم من محاولاته الكبيرة وسط مراقبة قوية من دفاع و وسط ملعب آيسلندا طوال المباراة، مما منع ميسي من الظهور بشكل قوي خلال المباراة.
وبعد انتهاء المباراة انقسمت الأراء بين الجماهير، هل يقصر ميسي في أداءه مع منتخب الأرجنتين على عكس برشلونة، أم بالفعل لا يساعده زملاءه في المنتخب مما يؤثر على مستواه.
ولكن قبل الحكم على أداء ميسي في الأرجنتين ومقارنته مع برشلونة يجب الوضع في الاعتبار عدة خيارات، وهو ما سنحاول رصده في التقرير التالي:
طريقة اللعب:
بكل تأكيد تختلف طريقة لعب منتخب الأرجنتين عن برشلونة، حيث يتمتع النادي الكاتالوني بمدرسته المشهورة بطريقة لعب "تيكي تاكا" والتي تعتمد على التمريرات القصيرة والسريعة بين اللاعبين، بالإضافة إلى التحركات الكثيرة بين اللاعبين أثناء المباراة باستمرار.
وهو ما يعطي الأفضلية دائمًا لبرشلونة في خلق المساحات للاعبين، والمساندة المتواجدة بشكل دائم لحامل الكرة سواء كان ميسي أو غيره، وبالتالي يتمكن ليونيل من الهروب من الرقابة بشكل مستمر وبالتالي يستطيع أن يقوم بما يحبه في الملعب.
وحتى وإن كان هناك فريق يسعى للرقابة على ميسي وتضييق المساحات، تصبح التخلص من الرقابة سهل بمساعدة طريقة اللعب التي يعتمدها برشلونة، وإن حدث وتواجد ميسي في مواجهة الكثافة الدفاعية، تصبح الأمور سهلة له من أجل التخلص منها، حيث أن على مستوى الفكر يكون لديه القدرة للتخلص من هذه المواقف، ولا يكون هدفه طوال المباراة التخلص من الرقابة فقط.
مساعدة الزملاء:
كما ذكرنا في النقطة السابقة فإن طريقة لعب برشلونة تسهل كثيرًا من مهمة ميسي في المباراة، ويستطيع استغلال مهاراته الفريدة في المواقف الصعبة، لأنه لا يكون مستهلك منذ بداية المباراة في التخلص من الرقابة.
ولكن يجب الإشارة بأن طريقة برشلونة لم تكن يكتب لها النجاح سوى بتواجد مجموعة من اللاعبين تستطيع أن تنفذ هذه الطريقة بنجاح، والاستمرار على تنفيذها حتى أمام الفرق الكبيرة والمباريات الصعبة.
ويعتمد برشلونة على تحفيظ لاعبيه هذه الطريقة منذ الصغر، وبالتالي تصبح الأمور سهلة مع تقدم العمر وحفظ الطريقة، و وجود مدرب يستطيع أن يسهل الأمور على ميسي في المباراة، خاصة أنه من الطبيعي أن يسعى الفريق الخصم لفرض الرقابة على الأسطورة الأرجنتينية.
ماذا يحدث في الأرجنتين؟
البداية بأن منتخب الأرجنتين حتى وإن كان يقدم كرة سريعة ومهارية، فهو لا يعتمد على طريقة تيكي تاكا التي ينفذها برشلونة، وبالتالي يصبح على ميسي التأقلم على طريقة لعب مختلفة عما كان تعود عليها في برشلونة.
مع منتخب الأرجنتين لا يتحرك اللاعبين بشكل سريع وتحديدًا في تواجد المدرب خورخي سامباولي، واصبح الاعتماد الرئيسي على ميسي فقط في تحركاته والتخلص من الرقابة منذ الدقيقة الأولى، وبالتالي تصبح مهمة ميسي صعبة، خصوصًا أن أي فريق خصم سيحاول استخدام كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لإيقاف ميسي.
ويجب الإشارة أن مستوى اللاعبين في منتخب الأرجنتين أقل بنسبة كبير مما هم في برشلونة، ولكن الفارق ليس بالكبير في الوقت الحالي تحديدًا.
هل ميسي السبب أم الفريق؟
كما ذكرنا في المقارنة بين الأرجنتين وبرشلونة، وتواجد ميسي وطريقة لعبه مع الاثنين، تصبح الأمور أكثر صعوبة على ميسي، خاصة أنه في النهاية إنسان، ومن الممكن أن يتأثر بالعنف أو التدخلات العنيفة، أن يستسلم للرقابة في بعض لحظات المباراة.
ولكن يجب أن نقول بأن ميسي لا يقصر في أداءه مع الأرجنتين، ولكنه يعاني من العبء الكبير عليه، وليس في مباراة واحدة ولكن في كل المباريات طوال التسعين دقيقة، على عكس برشلونة، الذي إذا انخفض مستوى ميسي في بعض لحظات المباراة، نجد حل من لاعب آخر.
بالتالي يكون الخطأ الكبير من مدرب الأرجنتين، وهو عدم إيجاد حلول أخرى من أجل هروب ميسي من الرقابة، أو حتى تعويضه بلاعب آخر يقوم بمهمة بناء اللعب أو حتى خدعة هجومية باستخدام ميسي، خاصة أن الأرجنتين لديها اللاعبون القادرون على تنفيذ ذلك، ولكن سامباولي يمتلك فكرة بأن ميسي سيأتي بالحلول، ويجب علينا فقط الانتظار.
اقرأ أيضا
عيش المونديال| أجويرو: "ميسي أثبت للجميع أنه بشري"
عيش المونديال| منتخب مصر: صلاح جاهز لمواجهة روسيا.. والشناوي الأقرب لحراسة عرين الفراعنة