مر عام على تولي ستيفانو بيولي تدريب ميلان، والأخير في وضع حرج، كانت الأجواء ضده تمامًا حتى قبل أن يتولى مباراته الأولى.
عندما اتخذ ميلان قرار إقالة ماركو جيامباولو بعد بداية كارثية للموسم الماضي تضمنت أربع هزائم في أول سبع مباريات له، كانت كل المؤشرات تشير إلى أن لوتشيانو سباليتي سيكون المدرب الجديد.
لكن الصفقة توقفت وفي الأخير استقر ميلان على اسم بيولي، الذي واجه اعتراضًا كبيرًا من جماهير ميلان التي رفعت حتى لافتات بطرده قبل أن يبدأ لأنهم يعتقدون أنه لا يمتلك الجدارة الفنية لتدريب ميلان.
لكن بعد أشهر أثبت بيولي خطأ النقاد والجمهور وتغير ميلان معه للدرجة التي جعلت جمهوره يحلم بتذوق طعم المجد المفقود منذ سنوات.
تولى بيولي منصب المدير الفني للروسونيري في 41 مباراة، حيث فاز في 24 وتعادل في 11 وخسر في ست مباريات فقط.
سجل ميلان 88 هدفا في ذلك الوقت واستقبل 52 فقط، بينما بلغ متوسطه 2.02 نقطة في المباراة الواحدة.
كاد بيولي يُحقق النصر في أول مباراة لكن ليتشي تعادل في الوقت القاتل، قبل أن يخسر في العاصمة روما.
لم يقنع الفوز 1/0 على سبال في سان سيرو جمهور النادي، خاصةً عندما أعقب ذلك الهزائم أمام لاتسيو على أرضه ويوفنتوس خارج أرضه، لكن على الرغم من ذلك كان هناك بصيص خافت للغاية من الضوء ينبثق في نهاية النفق.
انتصاران وتعادلان بعد ذلك أعادا ميلان إلى النصف الأول من جدول الترتيب، لكن بيولي اقترب جدًا من فقدان وظيفته بسرعة بعد الهزيمة 5/0 أمام أتالانتا في ديسمبر، وهي النتيجة التي لا تزال تمثل ذكرى مؤلمة.
لكن كما يقول المثل "من المحنة تأني المنحة" فهزيمة أتالانتا "القاسية" كتب نقطة انطلاق قوية لميلان مع بيولي، فخسر مباراتين فقط من مباريات الدوري الـ21 المتبقية لإنهاء الموسم وفازوا بـ15 مباراة.
بدأ بيولي في تحويل الشك فيه إلى يقين، كانت نتائج ميلان بعد العودة هي التي ألهمت الكثيرين للاعتقاد بأنه يمكن أن يكون الرجل المناسب لمنصبه بعد كل شيء لدرجة أن ميلان صرف النظر عن جلب رالف رانجنيك.
استحق بيولي كل التقدير لفترته في ميلان، والقيام بعمله بهدوء رغم الأجواء السلبية التي عاشها، وبات ميلان ممتعًا معه.
هناك رجل آخر يستحق التقدير في كل هذا هو المدير الرياضي باولو مالديني، الذي تمسك ببيولي وكان داعمًا له في وجه عاصفة من الانتقادات في البداية.
التحول إلى 4/2/3/1 ووضع كل لاعب في مركزه الصحيح مع اهتمامه بالعامل النفسي كلها أمور ساعدت بيولي في إنهاء الموسم بشكل قوي، وبداية قوية للموسم الحالي بالعلامة الكاملة من 3 مباريات وبشباك نظيفة.
أنشأ بيولي فريقًا حيويًا وذو طاقة يلعبون على الهجوم الخاطف وأسلوب اللعب عالي الضغط، وجعل الجناحين الأيمن والأيسر يعملان في توازن وتناغم.
اقرأ أيضا
كورونا يضرب إنتر.. ويصيب اثنين من نجومه قبل ديربي ميلان
لماذا تأخرت عودة إبراهيموفيتش "الخارق" لميلان رغم شفائه من كورونا؟