على خطى الداهية البرتغالية جوزيه مورينيو، سار مواطنه ليوناردو جارديم صاحب الـ 46 عاما، حيث لم يكن لاعباً محترفا لكرة القدم، ورغم ذلك أصبح أحد أبرز الأسماء التدريبية التي تتهافت عليها الأندية العالمية.
يجلس المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم عن العمل منذ إقالته من تدريب موناكو في ديسمبر من عام 2019، أي قبل عامٍ وعدة أشهر فقط.
وترددت آنباء عالمية خلال الساعات القليلة الماضية، عن نجاح مجلس إدارة الهلال برئاسة فهد بن نافل في التعاقد مع المدرب البرتغالي العالمي ليوناردو جارديم لقيادة الفريق خلال الموسم القادم.
بداية ليوناردو جارديم
بدأ جارديم مشواره التدريبي عندما كان يبلغ من العمر 19 عاما، حينما درب فريق كرة قدم تحت 13 عاما، قبل أن يصبح مدربا مساعدا وهو في 21 عاما، ومن ثم تولى منصب المدير الفني في نادي كاماتشا بعمر 27 عاما.
قبل أن يتم عامه الثامن والعشرين أصبح مساعداً لمدرب نادي "كاماتشا" في جزيرة "ماديرا" البرتغالية لعامين كاملين، ثم أصبح مدرباً للفريق في حلول عام 2003 حتى عام 2008 عندما انتقل إلى نادي "شافاز" في الدرجة الثالثة البرتغالية، والذي قاده إلى دوري الدرجة الثانية في موسمه الأول كمدرب للفريق، ثم قاد فريق "بييرا مار" إلى الدوري البرتغالي الممتاز في موسمه الأول كذلك بعدها بعام.
وقاد سبورتينج براجا للتواجد في المركز الثالث في موسم 2011- 2012، ومن ثم درب أولمبياكوس لفترة قصيرة، قبل أن يعود إلى البرتغال من جديد ويقود كتيبة سبورتينج لشبونة الشابة لتقديم موسم مميز في 2013-2014، قبل أن يتمكن من منافسة باريس سان جيرمان مع موناكو.
أسلوب لعب ليوناردو جارديم
يفضل جارديم اللعب بخطة 4-4-2 والتي تعتمد على لاعبين محور في الوسط وليست "الدياموند"، والتحول في حالة الهجوم بتقدم الظهيرين هجومياً ودخول الجناحين إلى العمق، وتقدم خط الدفاع أكثر إلى منتصف الملعب مع ثبات المحور أمام خط الدفاع.
يعمل المحور الثاني بدور الـ Box to Box وهو ما يُوفر دعماً هجومياً لعمق الملعب، والذي يُسانده أيضاً دخول الجناحين إلى العمق لإعطاء الظهيرين الفرصة للزيادة الهجومية، وهو ما يعني انتشاراً أكبر داخل الملعب وتنوّع فرص صناعة الأهداف بين عمق الملعب أو الطرفين.
دفاعياً، يعتمد المدرب البرتغالي على الضغط العالي في مناطق الخصم وتضييق المساحات والاعتماد على محور دفاعي بمهام دفاعية كاملة وبقوة بدنية جيدة لافتكاك الكرة، ومحورٍ آخر بلياقة بدنية عالية تُمكّنه من تأدية الأدوار الدفاعية والهجومية بذات المستوى.
على مستوى الأطراف، فاعتماد جارديم دائماً ما يكون على إعطاء الحرية الهجومية للظهيرين، ومنح الجناحين الحرية للدخول إلى العمق لصناعة اللعب بالاعتماد على مهاراتهما أو الجنوح إلى الأطراف إذا لزم الأمر، وهو الأمر الذي يقودنا إلى نوعية المهاجمين الذين يعتمد عليهم في خطته.
التحركات التي يعتمدها جارديم في النواحي الهجومية تمنح الفريق عدة امتيازات، لعل أبرزها المساحات التي يُوفّرها دخول الجناحين إلى العمق والتحول إلى الأطراف، حيث تمنح تحركاتهم لاعب خط الوسط Box to Box المساحة اللازمة لتأدية أدواره الهجومية دون وجود مراقبة كبيرة عليه.
كما أن تحركات المهاجم المتحرك تمنح لاعبي الأطراف المساحة للدخول إلى منطقة الجزاء، مع مساندة كبيرة من ثنائي خط الوسط، وانتشار ممتاز من الظهيرين يُوسّع كثيراً من المساحات بين خطوط الخصم العرضية.
أخيراً، دائماً ما تتمتع فرق جارديم بأدائها الهجومي المميز وتعدد خيارات صناعة الفرص والتنوع الكبير في مفاتيح الخطورة على المرمى، ولكن في المقابل تعاني على المستوى الدفاعي خصوصاً في الهجمات المرتدة، وإن كان البرتغالي يحاول دائماً إيجاد حلول ذلك إما بتغيير الخطة أو أسلوب الضغط.
موناكو وأبرز النجوم مع جارديم
صنع جارديم طفرة كبيرة مع فريق موناكو، الذي قدمه للكرة الأوروبية بشكل مختلف كمدرب برتغالي، يمتلك علاقات جيدة مع العديد من النجوم الذين دربهم.
نجد أن المدرب البرتغالي يحب الاعتماد على الشباب، واكتشاف الللاعبين الواعدين،كما قاد موناكو بلاعبين معظمهم من فئة الشباب كان أبرزهم، الفتى الذهبي كيليان مبابي، وزملائه البرتغالي برناردو سيلفا، البرازيلي فابينيو، الفرنسيين جابريل سديبي وبنيامين ميندي وتيمو باكايوكو وتوماس ليمار، وجميعهم لم يتجاوزوا الـ23 عامًا.
جارديم أظهر كيليان مبابي وليمار وباكايوكو وغيرهم من نجوم فريق موناكو عندما توج بلقب الدوري الفرنسي ووصل نهائي كأس فرنسا ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2016-2017.
كيف يفكر جارديم
يعشق جارديم اللاعبين المهاريين ويفضل الاعتماد عليهم ومنحهم الحرية في الملعب، ويغير من أماكن اللعب، حيث يدرب اللاعبين على مراكز مختلفة عن مراكزهم الأصلية، كما فعل مع فابينهو الذي حوله من الدفاع إلى خط الوسط.
لا يهتم جارديم بهوية الفريق الذي يواجهه ولا يعبأ بالأسماء، حيث ذكر في تصريحات سابقة مع موناكو: إنه لا يهتم بهوية الفريق الذي سيواجهه سواء كان باريس سان جيرمان أو توتنهام أو مانشستر سيتي، فطريقة لعبه الهجومية مترسخة في الحمض النووي الخاص به.