واصل فريق تشيلسي تقديم أداء مميزا للغاية في الدوري الإنجليزي رفقة المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري الذي أظهر قدرة كبيرة في تغيير شكل ومضمون البلوز عما كان معروف عنه سابقا.
ساري جعل الجميع يُصنف تشيلسي كأحد الفرق الممتعة في كرة القدم أو ما يسمى بـ"sexy football" على عكس ما كان مصنف من قبل بأنه من أنصار "anti football" رفقة أنطونيو كونتي، ومن قبله مورينيو وحتى دي ماتيو الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا باللعب الدفاعي.
المدرب الإيطالي وضع بصمته على تشيلسي سريعا، من خلال عدة تغييرات سنستعرضها في التقرير التالي..
رباعي دفاعي
ساري أعاد الطريقة الدفاعية للبلوز إلى الاعتماد على 4 لاعبين في خط الدفاع بتواجد ثنائي قلبي دفاع، بالإضافة لظهيري جنب على عكس ما كان متبع مع كونتي الذي كان يعتمد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي.
التغيير لم يكن من ناحية الشكل فقط، بل المضمون من خلال الاعتماد على الثنائي ديفيد لويز، وأنطونيو روديجر اللذان يجيدان اللعب بالقدم أفضل من كاهيل، وكريستنسن اللذان كانا الثنائي الأساسي مع كونتي، وذلك من أجل بناء مبكر للهجمة من الخلف للأمام.
تغيير مركز كانتي
التعاقد الأهم لتشيلسي هذا الموسم، وربما سيكون الأفضل في الخمس سنوات القادمة على الأقل هو جلب الفنان جورجينيو الذي يمثل المحرك الأساسي للبلوز حاليا من خلال المشاركة في كل هجمة للفريق سواء بتمريراته الرائعة المتقنة أو بتعليماته للاعبين بالتحرك في المساحات الخالية بين الخطوط ليكون بمثابة المدير الفني داخل الملعب.
كل هذه المميزات لجورجينيو أجبرت ساري على تغيير مركز أفضل لاعب وسط مدافع في العالم حاليا نجولو كانتي من لاعب محوري في الوسط إلى لاعب "box to box" أي يلعب كلاعب وسط يشارك في الهجوم أكثر من ذي قبل من أجل إخلاء المساحة للاعب الوسط الإيطالي من أجل صناعة اللعب من الخلف بكل حرية.
هذا التغيير الجذري في تشكيل تشيلسي يقودنا إلى النقطة الثالثة في التقرير، وهي.
تغيير الاستراتيجية
ساري نجح في تغيير استراتيجية تشيلسي التي كان يعتمد عليها مع كونتي، وهي الاعتماد على الأطراف في نقل الهجمة من الخلف للأمام بأسرع طريقة ممكنة سواء بالكرات الطولية أو فتح المساحات خلف ظهيري الجنب للمنافس.
الاستراتيجية الجديدة لتشيلسي هي الاعتماد على التمرير القصير من الخلف للأمام من خلال ثنائي دفاعي يجيد الصعود بالكرة من المنطقة الدفاعية بالإضافة لتواجد موزع للكرات رائع مثل جورجينيو مع فتح الملعب بظهيري جنب مميزين مثل أزبلكويتا، وألونسو وأمامهم ثنائي سريع ومهاري هما هازار، وموراتا.
كل هذه الأسباب جعلت تشيلسي يُقدم كرة جميلة تجعلك تستمتع بمبارياته بجانب حصد النقاط في المباريات، لكن يبقى أن نتذكر أن تشيلسي لم يواجه فريقا كبيرا حتى الآن سوى مانشستر سيتي، وسقط هذه المباراة، بالإضافة لأرسنال الذي خسر في الدقائق الأخيرة لكنه كان ندا قويا للبلوز لذلك يجب الصبر حتى منتصف الموسم على الأقل للحكم على تجربة ساري.